خصّ الكاتب والناشر سماح إدريس «الأخبار» بمقالة عن المفكّر الفلسطيني الذي عرفه عن قرب. رئيس تحرير «الآداب»، المثقف الحاضر على أكثر من جبهة، يُعتبر اليوم من الورثة الحقيقيين لتراث إدوارد سعيد الخصب. وهو هنا يستأنف النقاش مع المعلّم حول بعض مواقفه السياسيّة والفكريّة
سماح إدريس *
يصعب ألّا أتذكّر إدوارد سعيد في كلّ يومٍ تقريباً من عملي الفكري أو النشاطي، تأييداً لمواقفه أو معارضةً لها أو ــــ وهو الأغلب الأعمّ ــــ دخولاً في جدالٍ استبطانيّ معها، يحثّني على التأمّل في مسلّماتي. إنه كان، ويبقى، بالنسبة إليّ، أحدَ أبرز المحرِّضين على التفكير والنشاط السياسي والثقافي المستقلّ في العالم، لا في الولايات المتحدة وحدها. في السطور التالية، سأكتفي بذكرِ بعضِ ما ترسّب في عقلي من العزيز إدوارد منذ أن التقيتُه عام 1985 حتى اليوم، وسأحصر ذلك في الناحية السياسية ــــ الفكرية الخاصّة بفلسطين، علماً بأنّه يستحيل فصلُ ذلك عن أعماله الأساسية، وخصوصاً «الاستشراق» و«الثقافة والإمبريالية» اللذين يقدّمان الأرضية النظرية لرفض الاستعمار الفكري وبعض ردود الفعل الأصلانية (الأهلية) الضيّقة.
أولُ ما يبقى من إدوارد سعيد، في رأيي، هو المغزى الأخلاقي للفعل السياسي والثقافي. الأخلاق عنده هي جوهرُ النضال السياسي والثقافي: فلا الوطنيةُ ولا القوميةُ ولا إزالةُ الاحتلال أو أيِّ شكلٍ آخر من أشكال الظلم تبرِّر (وإنْ كانت تفسِّر) قيامَ المظلوم بأيّ نوعٍ من العنصرية أو الطائفية أو القتل المجّاني. كان إدوارد يصرّ، بشيءٍ من المبالغة التي سأتعرّض لها بعد قليل، على أنّ صراعَنا مع الصهيونية صراعٌ أخلاقيٌّ في الأساس، وأنّ انتصارَنا عليها لا يُمْكن إلّا أن يكون أخلاقياً. ولذا لم يكن النموذجُ الذي دعا الفلسطينيين إلى الاقتداء به هو نموذج فيتنام أو كوبا مثلاً، بل نموذج جنوب أفريقيا، وذلك بـ«عزل الاحتلال وفضْحِ لاشرعيته فضحاً كاملاً من خلال حركةٍ شعبيةٍ واسعةٍ متينةِ التنظيم في أوروبا وشمالِ أميركا والعالمِ العربي...» («الحياة»، 25 أيلول/ سبتمبر 1997). ومن المنطلق الأخلاقي نفسه، دان إدوارد أيضاً منْكري المحرقة (الهولوكوست) و«المستخفّين بتاريخ اللاسامية كلّه»، ووجّه لوماً حادّاً إلى العرب الذين لم يحاولوا، ولو مجردَ محاولة، أن يدرسوا «هذا الموضوعَ الضخمَ» («الحياة»، 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1996).
وثاني ما يبقى من إدوارد هو موقفُه النقدي من القيادة الفلسطينية والأنظمة العربية، وهو موقفٌ يقع في صميم رسالته الثقافية، بل في صميم رؤيته إلى دور المثقف العمومي، وإلى صورته هو في عين نفسِه بالذات. كان دائماً يردّد أنْ لا معنى لـ«التضامن» مع القضية الفلسطينية قبل أن يَسْبقه النقدُ ويرافقََه، وأنّ «الفكر الانتقادي أكثرُ فائدةً بكثيرٍ من الغلوّ في الوطنية» («الحياة»، 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1996). وكان يرى أنّ أهمية النقد «والتذكير بالنواقص» تزداد بسبب افتقار مناطق السلطة الفلسطينية والعالم العربي عامةً إلى أيّ «نظامٍ قانونيّ أو دستوريّ متكامل». وهذا الموقف النقديّ، في حقيقة الأمر، مرتبطٌ ارتباطاً جوهريّاً بالموقف الأخلاقيّ الذي تحدّثنا عنه، على ما جاء في قوله البليغ: «إنّ التزامَ الصمت، أو اتخاذََ موقفِ اللامبالاة، أو الانصياعَ للسلطة الباغية، كلُّها أمورٌ تنمّ عن انعدام الحسّ الأخلاقيّ» («الحياة»، 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 1995). وقد يخيّل لأحدنا أنّ سعيداً يُضْمر موقفاً شخصياً من عرفات بعدما «استبعده» هذا الأخيرُ عقب اتفاقيات أوسلو أو قبيْلها، لكنّ هذا التخيّلَ يتبدّد نوعاً ما حين نرى إدوارد وقد انبرى ذات لحظةٍ يؤيّد بكلّ حماسة رفْضَ عرفات التوقيعَ على كامب دايفيد، ويدعوه إلى مواجهة شعبه بالحقيقة، وإلى أن يستجمعَ طاقاتِ هذا الشعب استعداداً لجولةٍ أخرى من الصراع ضدّ الصهيونية. بل ينهي سعيد رسالتَه (غيرَ المباشرة) إلى عرفات، بالإعراب عن استعداده لدعمه في صياغة رؤيةٍ ومبادئ جديدةٍ للنضال: «إذا كان (عرفات) يريد مني الدعمَ في مهمةٍ كهذه، فإنّه سيلقاه!» («الحياة»، 18 آب/ أغسطس 2000). وبالطبع، لم يَطْلبْ عرفات من إدوارد ذلك الدعمَ، ولم يكرّرْ إدوارد عرضَه: فلكلٍّ منهما رهاناتُه، وفهمُه للـ«واقعية»!
وثالثُ ما يبقى من إدوارد هو اعتمادُه «سياسةَ التفاصيل» في عمليته النقدية. فهو لم يَركنْ إلى الموقف المبدئي الأخلاقي وحده في عمله الانتقادي (على ما يَفعل كثيرٌ من الكتّاب القوميين)، بل عَزّز ذلك الموقفَ بالإحصاءات والأبحاث، على طريقةِ عملِ رفيقه نوام تشومسكي. خذ مثلاً نقدَه لـ«مثقفي كوبنهاغن» الذين احتفوْا بيوسي بيلين؛ فسعيد يشْهر أمامهم اتفاقاً سبق أنْ عقده بيلين مع نوّابٍ من الليكود ينصّ على تعهّد جميع الموقّعين بعدم إزالة المستوطنات وعدمِ العودة إلى حدود 67 وعدم قيام الدولة الفلسطينية («الحياة» 7 أيار/ مايو 1997)! أو تأمّلْ نقدَ إدوارد لسلطة أوسلو؛ فهو لم يُدِن تنازلَ القيادة الفلسطينية عن «الحقّ التاريخي» (وهو تنازلٌ فعليٌّ على ما ينبغي التأكيدُ)، بل تحدّث بالأرقام عمّا نجم عن عملية أوسلو: من فقر وبطالة وهيمنةٍ للأجهزة الأمنية (20 ألف رجل أمن)، وازديادٍ في المستوطنات والمستوطنين. كما نَقل إلى الجمهور العربي ما أورده مراسلون غربيون كدايفيد هيرست من صحيفة الـ«غارديان» البريطانية عن فساد بعض رجال السلطة، وسرقتِهم للوقود، وتهريبِهم للتبغ وموادّ البناء إلى العدوّ، وشرائهم الفيلات الفخمةَ والسيّارات الفارهة. وأضاف إلى التفاصيل الرقمية والبحثية كثيراً من مشاهداته الشخصية لمظاهر الفساد في مناطق السلطة؛ اقرأْ على سبيل المثال حديثه عن أحد رجال السلطة في أحد المطاعم في الضفة ليلةَ عيد العشّاق عام 1998 وقد جلس مع ضيوفه السبعة إلى طاولةٍ عامرةٍ بالعشاء والنبيذ:
«قرّفني منظرُ ذلك الرجل البدين المتبسّم، المشغولِ دوماً في التفاوض مع الدول المانحة والإسرائيليين، وهو يلتهم الأطباقَ بتلذّذٍ، فيما يتعرّض أبناءُ شعبه في المناطق المجاورة للحرمان، وخرجتُ من الصالة مليئاً بالاحتقار والاشمئزاز. كان هذا الشخص قد جاء إلى الفندق بسيّارة مرسيدس فارهة، ورأيتُ في الباحة سائقَه ومرافقيه ــــ وكانوا ثلاثة ــــ يأكلون الموز، فيما كان زعيمُهم العظيمُ يتْخم نفسَه في الداخل!» («الحياة»، 26 آذار/ مارس 1998).
قلتُ في البداية إنّ تلك الأمور (الموقف الأخلاقي، والحسّ النقدي، وسياسة التفاصيل) هي أكثرُ ما ترسّب في كياني من إدوارد السياسي ــــ الفكري. غير أنني لا أعني بذلك مطلقاً أني آمنتُ بها في كلّ تفاصيلها: فالحال أنها تبقى، إلى اللحظة، وبعد رحيل إدوارد سعيد كما كانت أثناء حضوره، محطَّ جدلٍ متعبٍ بيني وبين نفسي.
فإلى اليوم، لا أستطيع أن أوافقَ العزيز إدوارد على اعتباره الأخلاقَ «الميدانَ الوحيدَ لصراعنا»، رغم إيماني المطلق بجدوى مقاطعة إسرائيل وفضحِها الأخلاقي في أرجاء المعمورة كلها، بسبب انتهاكاتها الفظّة لكلّ شيء... بل بسبب وجودها من أساسه. ولا أتبنّى إدانته لكلّ أشكال الكفاح المسلّح، تارةَ بدعوى لاأخلاقيته، وطوراً بدعوى لاجدواه؛ ذلك أنّ ما فشِل في رأيي هو نمطٌ معيّنٌ من الكفاح الفلسطيني المسلّح، وبدلاً من إدانة المبدأ في ذاته، فإنه ينبغي العملُ على تطوير نموذجٍ أفضلَ للكفاح المسلّح: نموذجٍ يستند إلى بعض التجارب العسكرية الناجحة في فلسطين (كتجربة غيفارا غزة قبل أكثر من ثلاثة عقود)، وفي لبنان (كتجربة جبهة المقاومة الوطنية ثم تجربة المقاومة الإسلامية ــــ حزب الله). وبدلاً من أن يقتصر الكفاحُ على الميدان الأخلاقي والاقتصادي، كما نظّر إدوارد، فإنّ من الأنجع ربطَه بالكفاح العسكري، شرط أن يكون هذا الأخيرُ مدروساً ومحسوباً بدرجة أعلى مما تجري به كثيرٌ من الهجمات العشوائية والاستشهادية (التي كان إدوارد يسمّيها، ويا للأسف، «انتحارية»!). وبدلاً من أن يَطمس الجانبُ العسكري كلّ جوانب المقاومة الأخرى، فإنّ على الجوانب جميعها (الثقافية والاقتصادية والعسكرية) أن تتكامل بحيث تتحوّل المقاومةُ الفلسطينيةُ إلى حركة تحررٍ وطني فلسطيني... بالفعل لا بالاسم! كما أنّ إدانة إدوارد سعيد لمناهضة التطبيع مع «إسرائيل» في البلدان العربية قابلةٌٌ للنقاش والدحض. فلطالما سخّف إدوارد أعداءَ التطبيع من غير معرفةٍ بهم أو بمواقفهم المباشرة على الأرجح. إقرأ مثلاً كيف حاول أن يُظْهر أعداءَ التطبيع كأنّهم ضدّ فلسطينيي الـ48 («الحياة»، 30 حزيران/ يونيو 1998)! بل ذهب إلى أنّ معادي التطبيع العرب «بقوا صامتين إزاء خطواتٍ مثلِ بيع مصر كمّيات كبيرة من الغاز الطبيعيّ إلى إسرائيل، وإزاء إدامة العلاقات الدبلوماسية معها أثناء حملاتها القمعية المتكرّرة ضدّ الفلسطينيين» («الحياة»، 23 أيار/ مايو 2001). مَنْ فعل هذا أيها العزيز؟ أحمد بهاء الدين شعبان وجمال فهمي وأمين إسكندر وحامدين صبّاحي وعبد العزيز الحسيني ومحمد السعيد إدريس... (وكلُّهم من رموز مناهضة التطبيع في مصر) لم يفعلوا ذلك! ومضى إدوارد إلى القول إنّ معادي التطبيع لا يدينون «المعاملة المحلّية القاسية» التي يتعرّض لها اللاجئون الفلسطينيون في البلدان العربية (المصدر السابق)، في حين أننا نَعْلم أنّ أنصار مقاطعة إسرائيل ومعادي التطبيع في لبنان مثلاً، هم أيضاً من أشدّ الداعين إلى إقرار الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني.
ثم إنّ تشديد إدوارد سعيد على الحملة الإعلامية والشعبية داخل «الغرب» تحمل مبالغةً مفرطة. نعم، صحيحٌ جداً أنّ السفارات العربية ومنظمة التحرير في الولايات المتحدة، تقاعستْ عن الوفاء بالحدّ الأدنى من واجباتها في محاربة الدعاية الصهيونية. وصحيحٌ أيضاً ما أكّده إدوارد من ضرورة أن يركّز العربُ في عملهم الدعويّ داخل الولايات المتحدة على مجموعاتٍ غيرِ تلك التي دأب الصهاينةُ والرسميّون العرب الأغبياء على استمالتها، ومن ثم ضرورةِ التواصل مع الأميركيين الأفارقة، والهسبانيين، والكنائس غير الأصولية («الحياة»، 17 نيسان/ أبريل 2001). لكنْ هل كانت فلسطين ستتحرّر لو كان العربُ أكثر كفاءةً في الميدان الإعلامي والشعبي الأميركي وحده؟
أراني، هنا، أكثرَ ميلاً إلى تبنّي أطروحة عزمي بشارة في هذا المضمار («مسرح المدينة»، بيروت، 8 أيلول/ سبتمبر 2008)، وهي أنّ «الغرب» لن يتغيّر ما لم نُثبتْ له قوتَنا وقدرتنا على إلحاق الضرر الفعلي (الجسدي والاقتصادي، فضلاً عن المعنوي والأخلاقي طبعاً) بأعدائنا.
وبعد، فستبقى أطروحاتُ إدوارد سعيد ترافق الأحرار، من أجل تحرير فلسطين والعراق، والتخلّص من الهيمنة الأميركية واستبداد السلطات الديكتاتورية العربية والرقابات المقرفة. ومع إدوارد نتأكّد من أنّ النقد، النقد الحقيقي، هو أصلُ الحرية، وأنّها من دونه لن تعدو أن تكون عنواناً زائفاً... لهيمنةٍ جديدة!
* رئيس تحرير مجلة الآداب.


إدوارد سعيد (عربيّاً): ذلك المجهول!



خارج دائرة اطّلعت على نصّه باللغات الأجنبيّة، أو من خلال ما كُتب عنه وحوله، في الضاد، ما زال المفكّر الفلسطيني بعد خمس سنوات على رحيله عرضة لسوء الفهم عربياً، وضحيّة ترجمات مغلوطة

سوء الفهم الذي تعرّض له إدوارد سعيد في الثقافة العربية، ليس ناتجاً فقط من اعتبار بعضهم له مجرد كاتب سياسي مهتم بالقضية الفلسطينية (!)، وتجاهل إنتاجه الأدبي والفكري والنقدي. هناك سبب أهم، هو أنه لم يجرِ تقديمه بشكل واف ومعمّق، في تلك الثقافة التي انتمى إليها هذا الكاتب الفلسطيني المولد والانتماء، المصري التربية، اللبناني الأسرة (تزوج لبنانية) والمرقد الأخير (قرب برمانا)، علماً أنّه أقام في بيروت فترة طويلة يتعلّم اللغة العربية. يكفي فقط أن نرصد عدداً من أعماله النقدية التي لم تُترجم حتى الآن إلى العربية، أبرزها كتابه الأول «جوزيف كونراد» و«بدايات» الذي أعلن الناقد إبراهيم فتحي منذ سنوات إنجاز ترجمته لحساب «المشروع القومي للترجمة» لكن المشروع لم ينشر لأسباب ظلّت مجهولة.
ويُجمع كثيرون على أنّ كتابه العمدة «الاستشراق» لم يُقدَّم حتى الآن في الثقافة العربية على رغم صدور ترجمتين له: ترجمة كمال أبو ديب التي لم ترضِ طموح كثيرين، إذ أنجزها وفق أسلوبية خاصّة، وأدخل عليها العديد من المصطلحات الغريبة. أما الثانية، فقد أنجزها الدكتور محمد عناني الذي سمح لنفسه بأن يحذف الكثير من العمل، بحجة الإساءة إلى «المقدّسات». وكان أولى به ألا يُقدم على ترجمة الكتاب من أساسه، بدلاً من أن يُعطي لنفسه الحق في الحذف أو الإضافة.
قد يكون كتاب «تمثيلات المثقف» لسعيد أفضل حظاً. إذ عرّب في ثلاث ترجمات مختلفة: الأولى أنجزها غسان غصن، وراجعتها منى أنيس وصدرت بعنوان «صور المثقف»، وتبقى ترجمة جيدة رغم تعرضها لهجوم شديد وقت صدورها. والثانية بتوقيع محمد عناني، تحت عنوان «المثقف والسلطة»، والثالثة صدرت بعنوان «الآلهة التي تفشل دوماً».
والجدير بالذكر أيضاً أن سعيد كتب عدداً كبيراً من المقالات بالعربية، أو موجّهة أساساً إلى العالم العربي، وخصوصاً فى بداية السبعينيات خلال إقامته البيروتيّة، ومن بينها مقالان نشرهما في مجلة «مواقف» التي كان يرأس تحريرها أدونيس. وبعد رحيله، صدر المقالان في كتاب عن دار «بدايات» السورية تحت عنوان طويل نسبياً: «التمنع التعجب العرف، تأملات حول البداية». كما أنّ محمد شاهين أشار إلى أنّه يمتلك سبع مقالات أخرى نشرها سعيد بالعربية في بعض المجلات والصحف اللبنانية وليس لها أصول بالإنكليزية في سائر كتبه، وسوف يقوم بنشرها قريباً.
مريم سعيد أرملة الراحل تبحث الآن في آفاق الإعلان عن مبادرة لتأسيس لجنة تقوم بتحديد الأعمال التي تستحق إعادة الترجمة، وترجمة ما لم يُترجم حتى الآن. وقد ناقشت الأمر مع صديقَي إدوارد في العالم العربي ومترجمَيه: فواز طرابلسي، ومحمد شاهين. وعندما يجري ذلك، وتصدر كل أعمال إدوارد بالعربية، عندها فقط يصبح بوسعنا تجاوز فخاخ التحيّز والرؤيا القاصرة وسوء الفهم، عندها ينبغي التوقّف أمام الإنجاز الضخم والبالغ الأهمية الذي تركه لنا هذا المفكّر العربي الفريد من نوعه في القرن العشرين.