لم يعلن برمجته بعد حتى بدأ يثير الضجة: الحدث السينمائي المصري الذي ينطلق الشهر المقبل، لا يكترث للانتقادات أو لمقاطعة الصحافيين... وها هو يصرّ على دعوة نجوم الدراما التركية!
محمد عبد الرحمن
حين كانت سهير عبد القادر، نائبة رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تجري حواراً مسجّلاً (سيُبثّ لاحقاً) مع قناة «دريم 1» عن استعدادت الدورة المقبلة التي تبدأ في 18 تشرين الثاني (نوفمبر)... أكدت أن هذا العام سيشهد حضوراً كبيراً للنجوم. لكنها، لم تكشف سوى عن اسمي «نور» و«مهند»، بطلي المسلسل التركي الشهير! وعندما وصل الخبر إلى جريدة «روز اليوسف»، غضبت سهير عبد القادر، والسبب، ليس لأن النشر قد يدين المهرجان ويمنع استضافة النجوم الأتراك، إذا اعترض السينمائيون المصريون على حضور ممثلين تلفزيونيين في المهرجان السينمائي... بل لأن الجريدة «حرقت» المفاجأة التي تفتخر بها إدارة المهرجان!
ومع ذلك، فإن استضافة نجوم التلفزيون ليست جديدة على المهرجان. فقبل عشر سنوات تقريباً، حلّ أبطال المسلسل الأميركيThe Bold And The Beautiful ، ضيوفاً على «القاهرة السينمائي» لأيام، وصوّروا إعلانات لشركات سيارات ومستحضرات تجميل. وقتها، لم تتوقّف الانتقادات ضدّ المهرجان، الذي هوجم لأنه إستضاف أيضاً الممثل الهندي أميتاب باتشان. كانت المشكلة آنذاك أن المهرجان ــ على رغم تاريخه ــ ما زال عاجزاً عن الوصول إلى نجوم السينما العالميين. ومع ذلك، فإن لسان حال المتابعين للتظاهرة التي تحمل «الصفة الدولية»، يردد اليوم أن باتشان وزملاءه الأميركيين أرحم ألف مرة من نور (سونغول أودن) ومهند (كيفانتش تاتليتوغ) اللذين تحوّلا إلى ظاهرة، تستحق التوقف مطولاً عند أبعادها... فيما إدارة المهرجان التي يرأسها عزت أبو عوف منذ عامين، لا تتعلم من أخطاء الماضي، وتواصل الاهتمام بالضجة الإعلامية قبل أي شيء آخر.
فحتى الآن، لا تزال الدورة الثانية والثلاثين في طور الإعداد، على رغم أن بقية المهرجانات الدولية تكشف عن خططها شبه كاملة قبل أشهر من موعد انطلاف فعّالياتها، لكن مهرجان القاهرة ليس مشغولاً إلّا بنور ومهند، اللَّذَين سيمثّلان محور المؤتمر الصحافي المرتقب لرئيس المهرجان، وهو سيدافع عن موقفه ويُشغل بالإشادة بالنجمين التركيين، لتضيع مجدداً قضايا المهرجان الرئيسية.
كذلك، أعلن عدد من الصحافيين المصريين باكراً مقاطعة الدورة الجديدة، بعد تصريحات منسوبة لوزير الثقافة فاروق حسني تشير إلى أنه سيضع شاشات عملاقة خارج المسرح الكبير، ليتابع منها الصحافيون الأحداث. وبذلك، ستتكرر أزمة العام الماضي، عندما تظاهر الصحافيون أثناء الحفلة الافتتاحية، احتجاجاً على عدم توجيه دعوات إليهم، قبل أن ترسل إدارة «القاهرة السينمائي» دعوات لا حصر لها لحضور حفلة الختام. والعلاقة المتوترة مع الصحافيين تعود إلى عدم تطوّر المركز الصحافي من جهة، وعدم تسهيل عملهم طيلة أيام المهرجان من جهة أخرى. أما على مستوى القنوات التلفزيونية، فمن المنتظر السماح لأربع قنوات فقط بتغطية الفعّاليات، مقابل مبلغ مالي لم يعلن حتى الآن.
وفيما تأكد اختيار إسبانيا ضيفَ شرف للدورة الجديدة، يبدو أن عزت أبو عوف سيكون محور الانتقادات أيضاً هذا العام، فبعد مرور الدورة الأولى بسلام، جاءت الدورة الثانية لتؤكد ابتعاده التامّ عن شؤون الحدث الثقافي البارز. وها هي الدورة الثالثة تطل، فيما هو بعيد عن الساحة، يشارك في عدد كبير من المسلسلات والأفلام والبرامج، ما دفع ببعضم إلى التساؤل: كيف يجد وقتاً لمتابعة شؤون المهرجان؟.
وكما هي العادة، لم تتحدّد الأفلام المصرية التي ستمثّل مصر في المسابقة الدولية والمسابقة العربية، ويتردّد أن فيلمي «المسافر» (بطولة عمر الشريف وسيرين عبد النور وخالد النبوي، إخراج أحمد ماهر)، وفيلم «بصرة» للمخرج أحمد رشوان مرشحاّن بقوة للمنافسة. لكن رشوان أكد لـ«الأخبار» عدم حصوله على قرار نهائي بالمشاركة، مشيراً إلى أن الفيلم سيشارك ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان فالنسيا السينمائي، على أن يشارك لاحقاً في مهرجان ساو باولو في البرازيل. ويدور الشريط حول تأثير حرب العراق على مجموعة من الشباب المصريين داخل القاهرة، وهو من بطولة باسم سمرة وإياد نصار.