عثمان تزغارتالذين اكتشفوه ممثلاً في «بزناس» (1991) للنوري بوزيد، لم يتصوّروا أنّ هذا الشاب المنغلق والخجول سيصبح أحد أبرز السينمائيين، لا في بلده تونس فحسب، بل أيضاً في فرنسا حيث وُلد وتربّى. كلود بيري، أكبر منتجي السينما في فرنسا، قال عنه: «منذ رحيل موريس بيالا، لم نشهد في السينما الفرنسية مخرجاً بمثل هذا النفس الملحمي!». يحلّ عبد اللطيف قشيش (1960) ضيفاً على «أيام بيروت» الذي يعرض له ثلاثة أفلام، إضافةً إلى لقاء سيجمعه بطلاب المسرح والسينما يوم الخميس 23 الحالي في مسرح «بيريت». بدأ قشيش ممثلاً في الثمانينيات، وظهر بأدوار صغيرة، منها «شاي بالنعناع» لعبد الكريم بهلول. أدى أول دور بارز في «الأبرياء» لأندريه تيشينيه، وكان ذلك قبل 4 سنوات من دور البطولة الشهير الذي تقمّصه في «بزناس». خاض تجربة الإخراج الأولى عام 2000 في شريط بعنوان «الحق على فولتير»، فإذا به ينال جائزة «الأسد الذهبي» لأول عمل في مهرجان «البندقية». ولم تكن سوى البداية، ففيلمه الثاني «المراوغة» (2003) حصد 5 جوائز «سيزار». أما عمله الثالث «أسرار الكسكس» (2007)، فنال ثلاث جوائز في «البندقية» ثم حصد أربع جوائز «سيزار».
تنتمي سينما قشيش إلى تيار «سينما المؤلف» الفرنسية التي تخرّج من رحمها ممثلاً. لكنّ أفلامه تتضمن دوماً سمات أسلوبية خاصة به من حيث قدرته على الغرف من عوالم المسحوقين والمهمّشين، سواء تعلق الأمر بمهاجرين سريين، كما في «الحق على فولتير» أو بشبان أحياء الضواحي الباريسية («المراوغة»)، أو بجاليات بأكملها، عربية وغجرية، مهمشة على مدى ثلاثة أجيال («أسرار الكسكس»). لذا، كان بديهياً أن يكون العمل المقبل الذي طُلب من قشيش إخراجه فيلماً مقتبساً من رواية فيكتور هوغو الأشهر «البؤساء».


«المراوغة»: 7:00 مساء الاثنين 20 ت١ ــــ «أسرار الكسكس»: 7:30 مساء الأربعاء 22، 9:00 مساء الخميس 23 ت١ ــــ «الحق على فولتير»: 10:00 مساء الخميس 23 ت١