بيار أبي صعب«كأنّها مسرحيّتها الأولى». عيسى مخلوف، الشاعر اللبناني الذي يخوض إلى جانب نضال الأشقر تجربته الثانية في المسرح، اختصر المسألة بجملة اسميّة واحدة. كان جالساً ظهر أمس إلى يمينها، وسط الفنانين والتقنيّين، لتقديم عملهما الجديد «قدام باب السفارة الليل كان طويل» الذي ينطلق الجمعة 17 ت1 على خشبة «مسرح المدينة» (بيروت). لقد أراد على الأرجح أن يحيل إلى ديناميّة نضال وتجددها الدائم، لكنّ شهادته لم تقف عند حدود المجاز. نضال الأشقر بدت حقاً شابة متحمّسة عند تجربتها الأولى. تارة تستحضر أستاذتها البعيدة جون ليتلوود، وطوراً تدعو إلى «تغيير هذا النظام البالي والمرتّ (الرديء)». مسرحيّتها الجديدة التي كتبتها مع عيسى مخلوف تحكي عن هاجس الهجرة الذي يسكن الشباب اللبناني الغارق في دوامة اليأس والعنف والفساد. شبّان وشابات على باب السفارة من أجل التأشيرة... تندلع أحداث عنف في المدينة، فتحاصرهم، وتنشأ بينهم علاقات ألفة. 14 شاباً وشابة معظمهم من طلبة المعاهد المسرحيّة، اختارتهم «لغنى تجربتهم الإنسانيّة»... اعتمدت معهم على الارتجالات، إلى جانب التمارين والاعداد (صوت، رقص، فنون قتاليّة...). كان مخلوف يعيد الكتابة في ضوء نتائج العمل في المختبر الذي استغرق ثلاثة أشهر. ليست مسرحيّة استعراضيّة تؤكد «الست» كما يسمّيها الشباب. ديفا العصر الذهبي للمسرح اللبناني، ما زالت تؤمن بالمسرح الاحتفالي: الغناء والرقص جزء من اللعبة المسرحيّة، القائمة على التغريب. بريشت ضيف الشرف الخفيّ إذاً، والعرض أقرب إلى «ماهاغوني» منه إلى «ويست سايد ستوري». في المسرحيّة RAP، وأغان قديمة قائمة على الحنين، وأخرى سياسية كتبتها مع مخلوف ولحّنها خالد العبد الله. والشكل المسرحي ملحمي بامتياز، أساسه «الحكواتي»: الممثّلون يروون لنا الوقائع ثم يشخّصونها. أجمل ما في لقاء الأمس، بين صور فنّانات خالدات على جدران قاعة «نهى الراضي»، كان عفويّته. تتندّر La Mama مع الممثلين (بينهم محترفتان على الأقل ندى أبو فرحات وراوية الشاب). وحين يأخذ أحدهم الميكرو، يقول كلاماً عن التقاطع بين تجربته الفنيّة والحياة في الخارج... لعلّهم المفاجأة التي تخبّئها لنا نضال الأشقر.


ضيفة زاهي وهبي الليلة في «خلّيك بالبيت» ــــ «المستقبل» الفضائية، س 21:30