ترفض تقديم التنازلات لإرضاء شركات الإنتاج، وتبحث عن الراحة النفسية قبل أيِّ شيء آخر. المغنية اللبنانية العائدة بقوة إلى الساحة، لا تخضع لحسابات السوق، وتوُمن بأن الصوت الجيد وحده القادر على الاستمرار

هناء جلاد
قبل إصدار أغنية «بعد عالبال» العام الماضي، بقيت ألين خلف طويلاً بعيدة عن الأضواء، لكنّ العودة الناجحة أعطتها دفعاً خاصاً، وها هي اليوم تطلق أغنية ثانية بعنوان «فرحة عيني».
سألناها بدايةً: «بعدك عالبال» حققت الانتشار، فماذا عن «فرحة عيني»؟ تجيب: «حتى اليوم لا أستطيع أن أميِّز الفرق، وخصوصاً أن إطلاق الأغنية الجديدة لم يتجاوز أياماً. ولكنني أستطيع أن أقول إن هاتفي لم يتوقف عن الرنين منذ اللحظة الأولى لصدور «فرحة عيني». لكنّ غياباً طويلاً حكم مسيرة ألين خلف الفنية. مرةً يُقال إنها عائدة، ومرةً أخرى يتردّد أنها ستبتعد نهائياً عن الأضواء... فما الخيط الرفيع بين قرارَي الاعتزال والعودة؟ تردّ بحسم: «لم أعتزل يوماً، ولن أفكر في ذلك. أما بالنسبة إلى قرار العودة، فكان محكوماً بعوامل عدة، لعلّ أبرزها الأوضاع الأمنية التي شهدتها البلاد، وخصوصاً أنني لا أنتمي إلى شركة إنتاج. أضيفي إلى ذلك أنني لا أريد أن أدفع دم قلبي على عمل يضيع بين التفجيرات ونشرات الأخبار... و«بعدك عالبال» ظهرت في توقيت مناسب، ما سمح لي بأخذ فرصتي من جديد».
«دم القلب»!... ولكن هل مردود الغناء بسيط؟ «الفن مصدر رزق، يعطي صاحبه على قدر التعب الذي يبذله. لكن الملايين الطائلة لا تأتي من الفن وحده، الكل أصبح يقف عند هذه الحقيقة ويعرفها جيداً. هنالك من يعرض أن يدفع مبالغ كبيرة، لمجرد مجالسة الفنان الذي يحب».
ننتقل للحديث عن الاختيارات الفنية والامتحان الصعب الذي يخوضه أي مغن، يسعى إلى تقديم عمل جديد، وهنا، تؤكد خلف أن الخبرة هي أساس كل عمل ناجح، «وخصوصاً عندما يتوقف الفنان عند متابعة كل جديد، ليعرف إلى أين تتجه السوق، إضافةً طبعاً إلى الحسّ الفني».
وماذا عن دور الصحافة، ولماذا دائماً توجّه أصابع الاتهام إلى الصحافيين في تغذية الخلافات في الوسط الفني؟ ترى خلف أن الفنان أيضاً يتحمّل جزءاً من المسؤولية، وخصوصاً «أولئك الذين يحبون الخوض في معارك القيل والقال. أما أنا، فعلاقتي الشخصية ممتازة مع أهل الصحافة، لكنني أرفض أن يستخدموني للنيل من إحدى الفنانات. ولا أسكت عندما يظلمني أحد أو يحاول تحجيم اسمي الفني. لم أسعَ في حياتي إلى شراء مقالات، ومن يريد متابعة أخباري يتصل بي، وله كل الوقت والاحترام. أعمالي منتشرة على الفضائيات والناس كلها تراها. أما البقية، فهي تفاصيل تدور في كواليس، وأصبحنا ندرك مفاتيحها». وماذا عن الفيديو كليب، وهل من مخرج معيّن تطمح للتعامل معه بعد تجارب ناجحة مع رندة علم ورندلى قديح؟ «عيني على نبيل لبس. أبهرني الكليب الذي قدمه أخيراً مع الفنان معين شريف، وأرى أنه قادرٌ على تقديم رؤيا جديدة في عالم الإخراج». أما بالنسبة إلى الأغنيات التي طُرحت أخيراً في السوق، ونالت إعجابها، فتشير إلى جديد معين شريف و«شوف» لصبحي توفيق و«الروليت» لوائل جسار، وأغنيات عاصي الحلاني الوطنية.
ألين خلف التي ترفض رفضاً قاطعاً مبدأ الاحتكار، لا تبدو متلهّفة لتوقيع عقد إنتاجي مع أيٍّ من الشركات الكبرى. وتؤكد: «جدولي يعجّ بالمواعيد والباقي بحسب الشروط... علماً أن راحتي النفسية قبل أي شيء آخر». وهل هذا يعني «لا» لـ«روتانا»؟ «ليس بالضرورة، فـ«روتانا» تتمتع بنسبة مشاهدة عالية، ويبقى الحكم النهائي للتفاصيل والمفاوضات».
هذا عن الإنتاج، ولكن ماذا عن إدارة الأعمال؟ والأهم من ذلك، لماذا تختلف ألين كثيراً مع أشخاص عديدين تناوبوا على إدارة أعمالها؟ «ليس هناك من خلافات حقيقية، كلُّ ما في الأمر أن المتخصّصين في هذا الميدان قليلون، وهذا مجال لا يستطيع أيّ كان أن يبرع فيه».
وهل جيجي لامارا الذي تعاونَت معه طويلاً قبل أن «يكتشف» نانسي عجرم، واحد منهم؟ «هذا صحيح، جيجي في المرتبة الأولى». وأخيراً، تشير إلى أن الملحّن الذي كانت تحلم بالتعاون هو بليغ حمدي، وأنها إذا تزوجت، فلن يكون صاحب النصيب من الوسط الفني.