القاهرة | فيما يغيب الدعم الحكومي للسينما العربية في المهرجانات الدولية، يحاول سينمائيون من دول عربية البحث عن بقعة تحت الضوء في الدورة الـ 65 من "مهرجان برلين السينمائي الدولي" عبر تدشين مركز "السينما العربية". تأخذ المشاركة العربية ملحماً احتفالياً في المقام الأول داخل مهرجان "كان السينمائي" الفرنسي مع وجود رسميّ محدود، وتتجاهل الجهات الحكومية التواجد الفعّال في باقي المهرجانات الكبرى وفي مقدّمها برلين والبندقية.
هذا الأمر دفع مجموعة من السينمائيين العرب للتوقّف عن انتظار الدعم الحكومي وتدشين مركز "السينما العربية" الذي تمّ الإعلان عنه للمرة الأولى في برلين. ويأتي الحدث في وقت تشهد فيه السوق السينمائية الأوروبية فرص تواصل وفيرة من أجل فتح نوافذ تعاون بين السينمائيين العرب وغيرهم من مختلف أنحاء العالم، سواء أثمر التعاون عن عرض أفلام عربية في أسواق أجنبية أو اجتذاب نصوص أجنبية لكي تدور أحداثها على أرض عربية. وحسب علاء كركوتي رئيس مجلس إدارة شركة Mad Solutions فإن "وجود "مركز السينما العربية" في المهرجان هذا العام خطوة مهمة دون الاعتماد على دعم من أيّ نوع، فالمركز قائم على الشركات والمؤسسات التي تشترك فيه. كما أن مهرجان "برلين السينمائي الدولي" معروف بأنه يتيح مساحة سنوياً للأفلام العربية، وتركيزنا سيكون لفتح أسواق حقيقية ومنتظمة للسينما العربية، دون أن تكون بالصدفة أو مرتبطة باستثناءات نادرة". ويضمّ المركز 11 مؤسسة وشركة سينمائية عربية وهي: شركة فيلم كلينك (مصر)، شركة
The Imaginarium Films (الأردن)، وشركة The Producers (مصر)، ومؤسسة "الشاشة" في بيروت (لبنان)، شركة "أفلام ميدل ويست" (مصر)، حملة "السينما الإماراتية" (الإمارات)، شركة X Rated (مصر)، مهرجان "مالمو للسينما العربية"، وشركة Crystal Dog (مصر)، ومؤسسة "السينما العربية" في السويد (السويد)، وشركة MAD Solutions (مصر- الإمارات). في السياق نفسه، تتواجد "مؤسسة الدوحة للأفلام" في مهرجان "برلين السينمائي الدولي" من أجل الدعاية للدورة الأولى من مهرجان "قمرة الدوحة السينمائي" الذي ينطلق في آذار (مارس) المقبل، بعد إنجاز مهرجان "أجيال السينمائي" الموجّه إلى الشباب في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. لذلك بدأت ثمار تنشيط التواجد العربي في السوق الأوروبية بإعلان نجاح التعاون بين شركة "داي دريم" المنتجة لفيلم "فتاة المصنع" (إخراج محمد خان) ومؤسسة "السينما العربية" في السويد لعرض الفيلم في 12 شاشة ابتداء من 24 نيسان المقبل، أيّ بعد عام تقريباً من عرضه في مصر. ويتواجد فيلما "فتاة المصنع" و"وردة" (إخراج هادي الباجوري وتأليف محمد حفظي) أيضاً في برنامج السوق السينمائية في الدورة الحالية من مهرجان برلين. وتشهد الدورة كذلك النسخة الثالثة من الجائزة السينمائية لمؤسسة روبرت بوش ستيفتونغ، والتي تمنحها لأفضل ثلاثة مشروعات أفلام ألمانية عربية مشتركة في فئات: الأفلام الوثائقية الطويلة، الأفلام الروائية القصيرة، وأفلام التحريك.