اختُتمت الدورة الثانية على مشاريع بملايين الدولارات وعروض أولى لبعض الأفلام العربية. لكن هل نجحت بأن تجعل من سجّادتها الحمراء معبراً لمنافسة المهرجانات الأخرى؟

أبو ظبي ــ زياد عبد الله
بذل «مهرجان الشرق الأوسط السينمائي» الذي اختتم دورته الثانية أمس، جهوداً لاستقطاب أكبر عدد من النجوم، وتوسيع هامش المسابقة التي تقدّم أكبر جائزة مالية في العالم. إذ يبلغ مجموع جوائز «اللؤلؤة السوداء» أكثر من مليون دولار أميركي.
هكذا، استدرك المهرجان الذي تقيمه «هيئة الثقافة والتراث» في أبو ظبي، هشاشة دورته الأولى، فتوجّه إلى محاكاة المهرجان السينمائي الأقرب في دبي، كنسخة مقلَّدة عنه، تعزّز حلم أبو ظبي بتحقيق ما سمّي «ظبي وود» الذي ترافق مع إطلاق مشاريع في مجال تمويل الصناعة السينمائية في العالم، تبلغ حوالى مليار دولار أميركي.
النجوم حضروا هذه السنة، من ميغ رايان إلى أنطونيو بانديراس وزوجته ميلاني غريفيث، مروراً بالنجوم العرب مثل حسين فهمي وخالد النبوي وشريف منير وجمال سليمان وسلوم حداد. ومع فيلم الافتتاح «الأخوان بلوم» للمخرج راين جونسون، حضر بطل الشريط أدريان برودي، وكُرِّمت جين فوندا بـ«لؤلؤة سوداء» عن مجمل أعمالها، كذلك المخرج التونسي ناصر خمير.
وفي السياق نفسه، عقدت كاترين دونوف ندوة «حقوق الإنسان في لبنان»، تناولت فيها مشاكل المهجّرين في عدوان تمّوز، والقنابل العنقودية، وستزور النجمة الفرنسيّة لبنان في 26 الحالي، حيث سيُعرض فيلمها «بدّي شوف» للثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج ضمن «أيام بيروت السينمائية».
ضمّت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة الممثلة المصرية يسرا، والمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، ومدير تحرير مجلة «سكرين انترناشيونال» مايك جودريدج، والباحثة المتخصّصة بالأفلام الوثائقية بتسي إيه ماكلين. وقد تنافس على «جوائز اللؤلؤة السوداء» لمسابقة الفيلم الطويل 15 عملاً من لبنان، وفلسطين وسوريا ومصر والمغرب والإمارات وروسيا والدنمارك والنروج وتركيا وأميركا، بينما تنافست 8 أفلام على جائزة أفضل شريط وثائقي. ولعلّ معظم الأفلام العربية المشاركة تُعرض للمرة الأولى، مثل السوري «حسيبة» لريمون بطرس، واللبناني «دخان بلا نار» لسمير حبشي، الذي أثار جدلاً واسعاً (تدور أحداث هذا الفيلم في لبنان التسعينيات، أي في المرحلة التي أعقبت اتفاق الطائف وإحكام السيطرة السورية على لبنان). هذا إضافةً إلى أفلام أخرى مشاركة، مثل الفيلمين المصريين «خلطة فوزية» و«زي النهار ده»، وشريط رشيد مشهراوي «عيد ميلاد ليلى». أما لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، فضمّت 7 أعضاء، فيما تداخلت مع الأعمال المشاركة (22 فيلماً) أفلام الرسوم المتحركة، إضافةً إلى استحداث جائزة للإعلان وأفلام الطلبة.
برنامج «مهرجان الشرق الأوسط» كان مزدحماً إلى درجة أنّه وجّه ضربة إلى مسابقة «أفلام من الإمارات»، عبر دمج هذا المشروع الطموح مع فعّاليات المهرجان. وقد أضاع الفرصة على إبداعات المواهب الخليجية، بأن تكون محط متابعة كما كانت عليه يوم كانت المسابقة مستقلّة. كذلك أفرد المهرجان برنامجاً خاصاً بمرور ستين عاماً على نكبة فلسطين، عرضت فيه أفلام اختارها المخرج والناقد العراقي قيس الزبيدي لمخرجين أوروبيين حقّقوا أفلاماً عن فلسطين... إضافة إلى برنامج «مخرجات من العالم العربي» المُهدى إلى المخرجة اللبنانية الراحلة رندا الشهّال، وأفلام عن البيئة، وحلقات بحثية كثيرة أدارها نقّاد كثيرون، بحيث لم تحظَ تلك العروض ولا الحلقات بالمتابعة ولا الحضور.
«مهرجان الشرق الأوسط» في دورته الثانية أراد أن يقدّم كل شيء، مع انعدام ما تنتظم حوله فعّالياته وعروضه، التي يحتضنها «قصر الإمارات» بفخامته المفرطة، وفي مسعى إلى أن تكون السجادة الحمراء معبراً لمنافسة المهرجانات الأخرى.