وسط تكتّم شديد، زار لبنان لأقلّ من 12 ساعة. صوّرَ فيلماً دعائياً ثم عاد إلى اسطنبول... الممثل بولنت إينال سيتحدث بالعربية للمرة الأولى، بعدما اقتحم نجوم الدراما التركية عالم الإعلانات أيضاً!
فاطمة داوود
لم تترك المخرجة ليلى كنعان باباً في عالم الإخراج إلّا طرقته. من التدريس في الجامعة إلى تقديم الأفلام الوثائقية ثم الفيديو كليب، فالإعلانات التجارية. وبعد إخراج فيلم «بعد العاصفة» وعدد من الكليبات، ها هي تنفّذ إعلاناً تجارياً بطله الممثل التركي بولنت إينال (أو «يحيى» في «سنوات الضّياع»). وتستعدّ أيضاً لتصوير أغنية مع نانسي عجرم، وهناك تعاون محتمل مع إليسّا وهيفا وهبي.
اجتياح الدراما التركية للعالم العربي لم يقتصر فقط على المسلسلات المدبلجة، فالإعلانات التجارية استفادت أيضاً من هذه الضجّة. وبعد مشاركة «مهنّد» في فيديو كليب للمغنية رولا سعد، ثم مشاركته «لميس» إعلاناً للعطور العربية، وزيارته مع «نور» إلى البحرين بهدف افتتاح منتجع صحي، ومشاركتهما قريباً في مهرجان القاهرة السينمائي... ها هو «يحيى» يطلّ في أول إعلان عربي لمصلحة إحدى الماركات التركية الخاصة بأعمال الديكور والأثاث. ووسط تكتّم شديد، وصل الاثنين الماضي إلى بيروت حيث أنهى تصوير الإعلان وغادر بعد أقل من 12 ساعة، لانشغاله بتصوير مسلسل تركي جديد. وقد نفّذ الإعلان في لبنان، لأن منتجات الشركة التركية متوافرة في أسواق الشرق الأوسط.
المخرجة ليلى كنعان تحدّثت مع «الأخبار» عن تفاصيل الاستعانة بيحيى، قائلة: «نفّذ هذا الإعلان بناءً على طلب صاحب الشركة، وجاء اختيار بولنت إينال، انطلاقاً من النجاح الكبير الذي حققته الدراما التركية في الشرق الأوسط. وكان البحث الأوّليّ يقتضي الاستعانة بـ«مهند» (كيفانتش تاتليتوغ)، لكنه طلب سعراً خيالياً للموافقة بلغ حوالى 300 ألف دولار أميركي، ما اضطرّ الشركة إلى تغيير وجهة نظرها والتوجّه صوب «يحيى» الذي يتمتّع بملامح شرقية». وتتابع شارحة: «حين تعرّفت عليه أول مرّة اضطررت للسفر إلى تركيا لأنه كان مشغولاً جداً، واصطحبتُ معي مترجماً لأنه لا يتحدث إلا بالتركية. فوجئت بشخصيته الهادئة ووسامته أيضاً. أما أثناء التصوير، فقد أبدى احترافية عالية في العمل. وبدا متواضعاً ومتفهّماً، وأنا لم أعتد على مثل هذه التصرّفات من المشاهير الذين غالباً ما يتعاملون بفوقية وتعالٍ مع المحيطين بهم». كذلك بذل جهداً كبيراً كي يقدّم النص بالكلمات العربية، وخصوصاً أنه لم يفهم شيئاً منها.
وتجربة إخراج الإعلانات ليست جديدة على ليلى كنعان التي برز اسمها أخيراً في عالم الفيديو كليب. ذلك أنها نفّذت إعلانات لشركات كثيرة، وقدمت مقطعاً ترويجياً ضد الإرهاب في العراق لمصلحة الحكومة العراقية. ومن المتوقّع أن يعرض لها إعلان ترويجي عن منظمة «اليونيسيف» في الأسابيع المقبلة.
وبعيداً عن الإعلانات، تنشغل كنعان بالتحضيرات المكثّفة لتصوير فيديو كليب مع الفنانة نانسي عجرم لأغنية «لمسة إيدا»، بعدما حدّد موعد التصوير في 16 و18 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وتبحث أيضاً عن فكرة جديدة لأغنية ثانية لنانسي عنوانها «ماشي». وكشفت عن طلب تلقّته من إليسّا لتحضير فكرة مميّزة لفيديو كليب خاص بأغنية «آواخر الشتا». والأمر نفسه ينسحب على هيفا وهبي التي طلبت منها أيضاً تحضير فكرة لأغنية من ألبومها الجديد. في هذه الأثناء، ما زالت كنعان تنتظر عرض فيديو كليب هيفا الخاصّ بالأطفال... والذي تأخرّ بثّه حوالى عام تقريباً.
تعترف كنعان بأنها مقلّة في إخراج الفيديو كليبات، على اعتبار أن الإنتاج الجيد لا يمكن أن يتمّ بسرعة قياسية، «فكل عمل يستحوذ على ثلاثة أشهر من التحضيرات تقريباً». وهي، في الوقت نفسه، تتابع أطروحة الدكتوراه في الجامعة، وتلتزم بساعات للتدريس. إلى جانب ذلك، تكتب سيناريو فيلم جديد يحكي قصّة أحلامها وهواجسها والمشكلات التي واجهتها في الحياة. كذلك تعيش سعادة كبيرة، بعدما تلقّت خبر توزيع فيلمها الوثائقي القصير AFTER THE STORM (بعد العاصفة) في المكتبات الموسيقية. وهو يصوّر الواقع الصادم لما تركه العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، على أن تتولىّ شركة «الصبّاح»، مهمة التوزيع في لبنان والوطن العربي.