AqsaTube

بعد طفرة الإذاعات والمحطات التلفزيونية «الجهادية»، ولد موقع جديد يختص بفصائل المقاومة الفلسطينية. «أقصى تيوب» يجمع بين الكليبات السياسية والدينية وحلقات «باب الحارة»! هل ستسمح الرقابة الإسرائيلية باستمراره بعدما شغل الاستخبارات والصحافة؟

صباح أيوب
بعد الإذاعات ومحطات التلفزيون والمواقع الإلكترونية للمجموعات الجهادية من العراق إلى أفغانستان، ها هي الفصائل الفلسطينية تنضمّ دفعة واحدة إلى «المقاومة الإلكترونية» وتجتمع في موقع واحد وهو Aqsa Tube «أقصى تيوب». الموقع المستنسخ عن «يوتيوب» You Tube حتى في إشارته واللوغو الخاص به يجمع أشرطة مصوّرة لمختلف الفصائل الفلسطينية حتى المختلفة في العقيدة والتنفيذ، كما يجمع بين السياسة والجهاد والرياضة و... المسلسلات التلفزيونية وأفلام الكرتون! «حماس»، «فتح»، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الديموقراطية، حركة الأحرار الفلسطينية، سرايا القدس ولجان المقاومة الشعبية هي الفئات التي تعرض لها أشرطة على الموقع. لحركة حماس مثلاً أفلام مصوّرة على طريقة الفيديو كليب كـ«التدريب على إطلاق قذيفة الياسين» أو وصايا الشهداء قبل استشهادهم وأشرطة دعائية للشرطة الفلسطينية وغيرها... أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فتعرض في فقرتها قسم الشهيد أبو علي مصطفى وخطاباته وأغاني الجبهة مثل «رايتنا الحمرا» و«يا حامي الديار» (لروح جورج حبش)، إضافة إلى فقرة خاصة تصوّر الوزير السابق أحمد دحلان في أحد اجتماعاته الرسمية يتّهم الجبهة «بسرقة الأموال الفلسطينية واستغلالها لأهدافها الخاصة». من جهة أخرى، يلاحظ في الموقع كثافة الأشرطة الخاصة بأبي مصعب الزرقاوي وعنه وعن المقاومة العراقية، وأخرى خاصة بإطلالات أيمن الظواهري المتلفزة وتوجيهه رسائل إلى «فتح» و«حماس» و«حزب الله»، كما هناك أفلام عن الاستشهاديات الشيشانيات والفلسطينيات ووصاياهنّ ومشاهد من عملياتهنّ. إضافة إلى ذلك، يتضمن الموقع فقرة تعليمية عن كيفية استخدام مختلف البرامج الإلكترونية وتركيب قطع الكومبيوتر...
«أقصى تيوب» الذي أنشئ حديثاً لم ينتشر كثيراً بعد، لكنّ التقرير الذي أصدره أخيراً «مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب» وهو أحد مراكز المعلومات الإسرائيلية الإلكترونية (راجع الإطار) لفت الأنظار إلى الموقع الفلسطيني وباتت وسائل الإعلام العالمية تتحدث عنه، وخصوصاً الإسرائيلية منها («هآرتس» و«جيروزاليم بوست») مصنّفة إياه بـ«الموقع الإرهابي» كونه يتبع لحركة حماس «الإرهابية». كما كشف مركز المعلومات الإسرائيلي أنّ الموقع تأسس على شبكة OVH الفرنسية، وهي شركة خاصة ومن مصدر يدّعي أنه من دبي. وبعدما نفت الشركة الأمر في البداية، عادت وأعلنت أنها هي من استقبل الموقع على شبكتها لكنها أمرت «بإقفاله على الفور». وعلى الرغم من ذلك، ما زال الموقع مستمراً بنشر الأشرطة والكليبات وتحديثها. وقد نسبت بعض وسائل الإعلام الغربية الموقع لـ«حركة حماس» وربطته بالمحطة التلفزيونية التي أنشأتها الحركة أخيراً «أقصى TV»، لكن رئيس قسم الإنتاج في المحطة الحمساوية نفى لـ«هيئة الإذاعة البريطانية» أن يكون للوسيلتين أي ارتباط.
اللافت في «أقصى تيوب»، أنه إضافة إلى تقديمه أشرطة سياسية دينية، فهو يخصص للمسلسل التلفزيوني السوري «باب الحارة» (إخراج بسام الملا) جزءاًً كبيراً من العروض. «شاهد باب الحارة الجزء الثالث» حلقة بحلقة، وكليبات عن «بطولات أبو شهاب»، إضافة إلى عرض مسلسل «التغريبة الفلسطينية» (إخراج حاتم علي) و«عيون عليا» (إخراج حسن أبو شعيرة). ولـ«أطفال الأقصى» حصة في «أقصى تيوب»: أفلام كرتونية مدبلجة وكليبات، حيث ينشد الأطفال أناشيد دينية تتعلق بالجنّة وحبّ الله وفلسطين... أما الرياضة فهي لا تتضمن سوى لعبة «الكونغ فو» و«المصارعة» و«سباق السيارات».
مصادر الأشرطة المعروضة على الموقع مأخوذة من قنوات «السحاب»، «إقرأ»، «الأقصى»، «شبير»، «المنار»، «الجزيرة» وغيرها... إضافة إلى إسهامات من مواقع إلكترونية خاصة على شبكة الإنترنت وأشرطة صُوّرها هاوون من احتفالات فلسطينية في بعض الدول الغربية (كحفلات لسميح شقير في برلين وغيرها...).
صور القادة الشهداء: فتحي الشقاقي (الجهاد الإسلامي) وعبد العزيز الرنتيسي (حماس) وياسر عرفات (الرئيس الأسبق) وأبو جهاد (فتح) وأبو علي مصطفى (الجبهة الشعبية) وأحمد ياسين (حماس) تبرز في أعلى الصفحة الأولى للموقع، في سعي واضح من القيّمين لإبراز الصفة الجامعة لـ«أقصى تيوب». فالموقع الفلسطيني يضمّ مختلف الفصائل، ما جعل منه مزيجاً غريباً ومستغرباً من الزائرين، إذ اختلط الإسلامي بالشيوعي و«تنظيم القاعدة» بـ«أبو مصعب الزرقاوي» والعراق بفلسطين ولبنان والشيشان... فهل يسهم هذا المزيج في زيادة الفوضى على صعيد «المقاومة» في فلسطين ومن يدّعي «المقاومة» لأجلها؟
www.aqsatube.com


عالمكشوف

عن «الاستخبارات والإرهاب»

تأسس «مركز المعلومات حول الاستخبارات والارهاب» Intelligence and Terrorism Information Center ITIC الإسرائيلي عام 2001. وهو جزء من «مركز تراث الاستخبارات» الإسرائيلي. عمله علني، وهو ينشر دراساته وأب حاثه على موقعه على الإنترنت باللغات العبرية والعربية والإنكليزية والفرنسية والروسية. له شبكة اتصالات في بلدان المنطقة التي تمدّه بالمعلومات والمقالات بشأن مختلف «النشاطات الإرهابية» التي يركّز على ملاحقتها. ويصبّ المركز اهتمامه على البلدان التي يصفها بـ «الداعمة للإرهاب» وهي لبنان، سوريا، المملكة العربية السعودية، إيران والعراق. ولـ«حزب الله» وأخباره فقرة خاصة أيضاً وحصة من الرصد والمتابعة، إضافةً إلى نشاطات المنظمات الفلسطينية. يتابع المركز الاستخباري الأخبار المتعلقة بالحركات الأصولية والدينية المتطرفة ونشاطات «حزب الله»، كنشر مقال عن «المخيمات الصيفية التي ينظمها الحزب للأولاد» مثلاً، وخطابات الأمين العام، وفي الفترة الأخيرة متابعة نشاطات الأسير المحرر سمير القنطار... كما يورد تقارير عن إنجازات الدول «الراعية للإرهاب» في هذا المجال (كملاحقة المملكة العربية السعودية للمتطرفين وسعيها للحدّ من انتشارهم) على حدّ ذكر الموقع. ويؤكّد المركز الإسرائيلي على صفحات موقعه، أنه يستعين بجهات أمنية وسياسية وإعلامية من الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية، كما يستفيد من خبرات باحثين وأساتذة من معاهد أوروبية وعربية. وعلى الرغم من قِدم المعلومات عن بعض المواضيع على الموقع إلا أنّ أخبار «حزب الله» وقناة «المنار» هي الأجدّ وفي تحديث دائم.
وتحت عنوان «صناعة الكراهية» يتابع المركز أخبار المنظمات الجهادية والحركات التي يصنّفها بالمعادية للسامية حول العالم، وخصوصاً في المملكة المتحدة وأوروبا... يوفّر الموقع للمسجلين فيه خدمات إرسال بريد إلكتروني شهرياً عن آخر الدراسات والمعلومات المتوافرة عنده. وتعتمد معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية على الدراسات التي يصدرها المركز شهريّاً.