يطلق الشهر المقبل سباعية محليّةباسم الحكيم
استطاعت الدراما المصريّة والسوريّة، ولا سيّما مسلسلات «أسمهان» و“كلمة حق» و«رياح الخماسين»، أن تحقق نسبة مشاهدة جيدة على شاشة «الجديد» في رمضان. المحطة التي غابت طوعاً عن الدراما المحليّة، واكتفت بحلقات «حكايا» للمخرج سمير حبشي وبـ«امرأة من ضياع»، تعدُ بعودة قريبة إلى الساحة الدراميّة مع سباعية «دقة قلب» (للكاتب ناجي معلوف). وقد حدد المخرج إيلي فغالي موعداً لبدء عرضه في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. تتقاطع أحداث المسلسل مع يوميات الكاتب الذي كان يخطط لعمل بحلقات مفتوحة، لولا انتكاسة صحيّة أدخلته المستشفى. وتتوزع البطولة بين حشد من الممثلين المخضرمين والشباب، بينهم: بول سليمان ومنى كريم وفيصل أسطواني وفاديا عبّود وجويل داغر وطوني عيسى ويوسف بظاظا. تدور القصة حول رجل مثقف ومنفتح، منح ابنتيه الحرية، وسمح لهما بالعيش وحدهما في المدينة، بينما اختار هو العيش مع زوجته في القرية. وتسير الأحداث في أكثر من خط درامي، فالوالد مدرّس اعتكف عن التدريس وتوجّه نحو الاهتمام بالزراعة والأرض، وهو مصاب بمشاكل صحيّة، توحي بأنّ الكاتب رسم حياته في مسلسل تلفزيوني.
وهذا ما يلاحظه البطل بول سليمان، وتقاسمه الرأي جويل داغر وهي إحدى طالبات معلوف سابقاً. وتشير إلى أن «النماذج الموجودة هنا مأخوذة من صلب المجتمع اللبناني والعربي». كما تلفت إلى أنّ شخصيّة الأب قريبة من شخصيّة ناجي معلوف نفسه، إلى حد يبدو معها كأنه كتب القصة عن حياته وحياة عائلته. وهنا، يحاول معلوف الإيحاء بأن «رفّة قلب» هي التسمية الأكثر تناسباً مع الأحداث، لافتاً إلى أنه يعبّر عن رؤيته لكيفيّة تربية الفتيات في هذا الشرق الذي يصفه بـ“المريض». ويضيف إن الدراما «بالنسبة إلي ليست مادة لملء أوقات الفراغ، بل من الضروري أن تحمل رسائل إنسانيّة في طيّاتها». لكنه، ينفي أن يكون العمل عبارة عن نقل حرفي لحياته مع عائلته. وتشرح داغر عن شخصيّة منال، الفتاة التي لم يسبق لها أن عاشت قصّة حب في حياتها، على رغم تخطيها السادسة والعشرين. وذلك، «لكونها شبعت حباً وحناناً من أهلها. لذا، ما زالت ترفض الارتباط، ولم توافق على أن تعيش قصة حب مع الطبيب كميل (طارق غطّاس)، ولا سيما أنها تعتبر أن عملها كممرضة ليس سوى رسالة، ولا وقت لديها لحكايات الحب والغرام». وتقف شقيقتها شيرين (داليدا خليل) على طرف النقيض، فهي فتاة فوضويّة، تتعدد علاقاتها الفاشلة مع الشباب من دون أن ترتبط بأي منهم. يطلق العمل الجديد ممثلين شباباً في أدوار أساسيّة، وعودة للكاتب ناجي معلوف إلى الساحة الدرامية التي هجرها من عام 1994 مع «قصص حب» على شاشة تلفزيون لبنان. فالعملان اللذان كتبهما لمصلحة LBC ـ وهما: «عكس التيار» و“مثل وراق الخريف» ـ لم يبصرا النور، وخصوصاً أن الأوّل ظل حبراً على ورق، فيما نُفّذ الثاني مع المخرجين موريس معلوف وعادل سابا، ثم ضاع في معمعة المشاكل التقنيّة. ولن يكون «دقة قلب» العمل الوحيد للكاتب حاليّاً، فمسلسله المقبل «الاستمرار»، حددت الشركة المنتجة «رؤى بروداكشن» موعداً لتنفيذه في الربيع المقبل.
ويسجّل «دقة قلب» عودة الممثل طارق غطّاس إلى الدراما التي أطل فيها للمرّة الأولى مع فغالي أيضاً في «آخر مشهد» (1995). وهنا تنتقل داليدا خليل من أجواء الكوميديا في «فيفتي Fifty» إلى الدراما، وهي تشارك أيضاً في مسلسل «الطائر المكسور». ويعود كميل متى إلى الدراما المحلية، بعدما خاض السباق الرمضاني بمسلسل «رمانة الميزان» مع بوسي. كذلك يعود يوسف بظاظا إلى عالم المسلسلات، بعدما تركه لفترة، شُغل خلالها في تنفيذ الأغنيات المصوّرة لمجموعة من الفنانين الشباب. ويكشف فغالي أن العمل لا يحوي زخماً من الأحداث الدراميّة، فإيقاعه تقليدي، وخصوصاً في ما يتعلَّق بمشاهد القرية، بينما تختلف الأجواء قليلاً في جو المدينة وصخبها. يخوض «الجديد» امتحان الدراما اللبنانيّة مجدّداً... فهل سيتمكن من إثبات حضوره على الساحة، في ظل الكثافة الإنتاجيّة أخيراً؟


عن الحب والزواج المختلط

بعد مسلسل «امرأة من ضياع»، يجتمع الكاتب شكري أنيس فاخوري مع المخرج إيلي فغالي قريباً في مسلسل جديد بعنوان «لأنه الحب». العمل الذي ينتظر موافقة الأمن العام على نصِّه، تسلَّم منه مخرجه تسع حلقات حتى الآن. وهو يتناول قصة حب بين شاب مسلم وفتاة مسيحيّة، والأحداث التي تصادفهما من رفض الأهل والأقارب والمجتمع لعلاقة يجدونها غير منطقيّة. هذا الموضوع الذي سبق للدراما السوريّة أن عالجته في رمضان مع مسلسل «ليس سراباً» للمخرج المثنى صبح، لم يسبق أن طرحته الدراما اللبنانيّة بهذا الوضوح، إلّا في إحدى حلقات برنامج «الحل بإيدك» على «الجديد». كما عرّج عليه الكاتب مروان نجار بخجل في حلقات «طالبين القرب».




يبدو إيلي فغالي مستعداً لمواجهة الزخم الدرامي المحلي، «لأن العمل الجيد يثبت نفسه ويجذب المشاهدين في عصر الريموت كونترول». ويؤكد أنه لن يرضى بإطلاق عمل قبل الانتهاء من تصويره، مؤكّداً أن «دقة قلب» قادر على كسب الرهان