بعد إطلاق قناة «الأهلي» محمد عبد الرحمن
ما حدث مساء الأربعاء الماضي على شاشات «دريم» و«الحياة» و«مودرن سبورت»، سيمثّل حتماً محطةً في تاريخ الفوضى الإعلامية المصرية... إذ كانت المرة الأولى التي يُفاجأ فيها المشاهدون، وقبلهم أصحاب القنوات، بانقطاع البث بعد دقائق من بداية مباراة «الأهلي» و«بترول أسيوط»... لتظهر الشاشة سوداء أمام الجميع لدقائق عدة، قبل أن يعود البث من جديد، لكن مع برامج أخرى، بعيداً من المباراة الأزمة. وقبل المباراة، كان الجميع يتوقّع تجدد الصدام بشأن البث الفضائي لهذه المواجهة الرياضية. وعلى الرغم من أن أكثر المتشائمين لم يتوقع أن يصل الأمر إلى حدّ قطع الإرسال، يبدو أن نفوذ «الأهلي» ـــــ أكبر الأندية المصرية والأفريقية ـــــ وصل إلى مراحل متقدمة، لم يدركها حتى اللاعبون الأساسيون في ساحة البث الفضائي الكُروي في مصر. فمنذ بداية هذا الموسم، وحتى قطع الإرسال يوم الأربعاء الماضي، كانت المشاكل تتجدد في قضية بث مباريات كرة القدم.
وهذه الأزمة انطلقت قبل عامين. يومها، كانت مباريات الدوري المصري تُبثُّ على التلفزيون الأرضي الحكومي والقناة الفضائية المصرية فقط. ثم قررت قنوات أخرى أن تدخل على الخط، لتطلب الحصول على حقوق شراء المباريات التي تتمتع بجماهيرية كبيرة في البلاد، ما يعني جذباً إعلانياً كبيراً لهذه القنوات مثل «مودرن سبورت» و«دريم» و«الحياة» أخيراً. ورغم دخول الشبكتين المشفّرتين art و«أوربت» حلبة المنافسة بقوة، ظلَّت المشكلة محصورة بالقنوات غير المشفرة التي أقبل عليها المصريون بكثافة. ذلك أن الاتفاق الذي وقّعته الأندية مع اتحاد الكرة (الجهة المعنية بتسويق الدوري بالتنسيق مع التلفزيون المصري)، كان قد أهمل الموقف القانوني، في حال إطلاق أي نادٍ مصري لقناة فضائية تحمل اسمه... لكن هذا ما حدث بالفعل حين نجح نادي «الأهلي»، في بداية الموسم الكروي الحالي، وبعد تأجيل عامين، في إطلاق فضائيته الخاصة.
وقناة «الأهلي» لم تشترط نقل مباريات النادي حصرياً عبر شاشتها، لكن النادي رفض في الوقت نفسه، السماح للقنوات الأخرى بنقل المباريات التي تقام على أرضه! وفيما اعترف اتحاد كرة القدم بهذا الحق، طالب «الأهلي» بإرجاء هذه المسألة إلى الموسم المقبل. لكنّ النادي رفض ذلك في البداية، فانتشر رجال أمن «الأهلي» على أرض الملعب، يوم مباراة «الأهلي» و«الأولمبي» نهاية شهر آب (أغسطس) الماضي، ليمنعوا أي مراسل من نقل الأحداث، ولو بالصوت فقط. حتى التلفزيون الرسمي يسجل المبارة التي لم تبث أيضاً على قناة «الأهلي». بعدها، تدخلت أسماء كبرى، ودخل الرئيس المصري بنفسه على خط المفاوضات، وطالب بحلّ المشكلة من دون هدر حقوق أي من الأطراف المتنازعة. وبعد كرّ وفرّ، وبعد معارك كلامية طاحنة في البرامج التلفزيونية، توصل المتنازعون إلى حلٍّ يقضي بأن تدفع كل قناة مليون جنيه (ما يعادل 180 ألف دولار) لـ«الأهلي» مقابل بث مبارياته. لكن النادي سرعان ما أعلن أنه لم يحصل على حقوقه المادية، فطلب من اتحاد الإذاعة والتلفزيون منع شارة البث عن القنوات التي لم تلتزم الاتفاق. لكن الاتحاد سرعان ما أصدر خطاباً رسمياً، أكد فيه عدم قدرته على اتخاذ القرار من دون العودة إلى رئيس اتحاد الكرة سمير زاهر الذي كان يزور حينها سويسرا. وهنا، بعد بدء مبارة الأربعاء الماضي بين «الأهلي» و«بترول أسيوط»، أرسلت موظفة داخل القطاع خطاباً جديداً إلى «نايل سات»، تؤكد فيه الموافقة على قطع البث. ليتم ذلك الفعل، وتعلن «دريم» و«الحياة» و«مودرن سبورت» نيتها مقاضاة كل الأطراف، بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها وانسحاب المعلنين. كذلك أكدت هذه المحطات استياءها من الدور السلبي الذي يؤديه اتحاد الإذاعة والتلفزيون لكونه «الخصم والحكم» في الوقت نفسه. كذلك أكد أصحاب المحطات الثلاثة أن رئيس الاتحاد أحمد أنيس لم يرد على اتصالاتهم المتكررة بعد قطع البث وتركهم يجلسون ضائعين أمام الشاشة السوداء! يُذكر أن نادي «الزمالك» أعلن نيته إطلاق فضائية خاصة به قريباً، ما يعني أن الفوضى الإعلامية ستتفاقم، مع غياب القوانين التنظيمية.


لماذا فشل «الزمهلاوية»؟

بخلاف ما كان متوقعاً، لم يحظ فيلم «الزمهلاوية» بإقبال جماهيري، رغم تناوله قضية التعصب الأعمى لجماهير «الأهلي» و«الزمالك». وقد يعود السبب إلى أن الفيلم تعامل مع القضية كأنها قضية الوحدة الوطنية، كما تعامل «حسن ومرقص» مع موضوع العيش المشترك بين الأديان. وكما ساوى عادل إمام بين المسلمين والمسيحيين، حرص «الزمهلاوية» على المساواة بين «مشجعي الأحمر ومحبي الأبيض». لكن الاستعانة بلاعبين مشهورين مثل عصام الحضري وعمرو زكي، لم تشجع الجمهور على متابعة الشريط، لكون هذه الأسماء ظهرت بشخصياتها الحقيقية وفي مشاهد قليلة، من دون أي مجهود تمثيلي. وفيما لم تنتشر أغنية الشريط «اللي يوقع الأهلي»، بقيت أغنية صباح «أنت أهلاوي وأنت زملكاوي» التي قدمتها قبل 40 عاماً، المفضلة عند جمهور الناديين.

الرقم الصعب


انتشار القنوات الرياضية أخيراً، حوّل بعض اللاعبين السابقين إلى أرقام صعبة في مجال التقديم التلفزيوني. وآخر الأسماء التي بدأت تتنقل بين الفضائيات، وتحصد العروض المغرية: نادر السيد (الصورة) وحازم إمام وسيد عبد الحفيظ