القاهرة ــ محمد شعيرأكّد الروائي المصري جمال الغيطاني أنّه لم يكن على دراية بمشاركة كاتب إسرائيلي في الكتاب الجماعي الذي صدر أخيراً بعنوان: «مدينة... قصص مدن من الشرق الأوسط». وأضاف صاحب «الزيني بركات» إنّه يحتفظ بمراسلاته مع الشاعرة جمانة حداد، التي طلبت منه ترشيح قصة قصيرة من تأليفه، كي تصدر في أنطولوجيا للقصّة العربية باللغة الإنكليزية، وقال «إذا كان لديها أيّ مراسلات تثبت معرفتي فلتظهرها». وأشار الغيطاني إلى أنّه تلقّى ـــ بعد صدور الكتاب ـــ رسالةً إلكترونيةً من الكاتب الفلسطيني علاء حليحل يوضح فيها أنّ «الكاتب الإسرائيلي متعاطف مع القضية الفلسطينية». لكن «التعاطف والتحامل ليس لهما موقع هنا، لأنّ المسألة بالنسبة إليّ مسألة مبدأ. لو تم إخباري، كان من الممكن أن أعتذر عن عدم المشاركة، أو على الأقل أن أفكر في الأمر، لأنني كثيراً ما أنشر مقالاتي في الصحف الفرنسيّة مثل «لوموند» ويكون إلى جواري كتّاب إسرائيليّون. لكنّ الأمر يتعلّق في هذه الحالة بـ«جريدة»، وليس «كتاب»، وبالتحرك عن دراية وليس بالمفاجأة كما حدث في هذا الكتاب».
وأكد الغيطاني أنّه ليس متلهّفاً لترجمة إحدى قصصه إلى الإنكليزية، فقد نقل معظم رواياته إلى لغة شكسبير، بل صدرت «الزيني بركات» في سلسلة الـ «بنغوين» الشهيرة بمقدمة كتبها الراحل إدوارد سعيد. وكشف أنّه عندما اتصلت به جمانة حداد، وافق على الفور من باب الثقة فيها، حتى إنّه لم يوقِّع عقداً، لكنّه الآن يرى أنّها «تجربة مؤسفة» جالبة للضوء وللضوضاء، وكان بغنى عنها تماماً.
وأبدى الغيطاني دهشته، إذ رشَّح للترجمة قصته «منتصف ليلة الغربة» التي تدور في صعيد مصر، وتحديداً فى مدينة المنيا، لكنه فوجئ ببعض الأخبار تتحدث عن مشاركته بالكتابة عن مدينة الإسكندرية، مضيفاً «صحيح أنّ البطل ذو أصول اسكندرية ويتذكر بحر المدينة، لكنّ كل أحداث القصة تدور في الصعيد». واختتم صاحب «التجلّيات» بالتأكيد على أنّه سينتظر الكتاب الذي لم تصله نسخةٌ عنه حتى الآن، كي يعرف إن كان قد تم تغيير شيء في قصته، وإذا كان من إجراءات ينبغي اتخاذها!