«الشعر وفلسطين... معاً» على غلاف «الآداب» في عددها الحالي (ت1/ أكتوبر ـــ ت 2 نوفمبر). إذ خصصت المجلّة ملفاً كاملاً يحتفي فيه عددٌ من الكتّاب والمثقفين العرب بمحمود درويش. وقد أعدّ الملفّ سماح إدريس وياسين الحاج صالح، وتضمّن مقالات وقصائد تحتفي بالراحل لكلّ من صبري حافظ وبيان الصفدي، فيصل درّاج، محمود علي السعيد، محمد بنيِّس، عصام ترشحاني، واسيني الأعرج، بهيجة مصري إدلبي وسمير الزين. إضافةً إلى الاحتفاء بالشاعر الراحل، تضمّن العدد ملفاً عن «الإصلاح الدستوري في الوطن العربي» ويبدأ البحث من المثال السوري. إذ تكتب المحاميّة السوريّة رزان زيتونة في مقالها «الدستور الديموقراطي والدستور السوري» عن التشريعات التي تتناقض جذريّاً في أحكامها مع الدستور السوري ولها الأولويّة في التطبيق عمليّاً، وعن التناقض بين أن يكون الدستور مجرّد تكريس للواقع وأن يكون الواقع تكريساً لأحكام الدستور. وتتساءل عن الجهة المخوّلة الاضطلاع بالإصلاح الدستوري. كذلك يتحدّث أستاذ القانون المحاضر في دمشق عبدالحيّ سيّد عن الدستور وحالة الاستثناء وأسبقيّة الدستور على الطوارئ.ومن الملفّات القيّمة التي تضمنتها «الآداب» محاضرة بعنوان «الاستشراق معكوساً: تيّارات ما بعد 1979» لجيلبير الأشقر (تعريب سماح إدريس) أتت ضمن سلسلة المحاضرات السنويّة التي تنظّمها جامعة «وورويك» البريطانيّة تخليداً لذكرى إدوارد سعيد، وكان نصّها الأصلي قد نشر في مجلّة Radical philosophy، ومثّل عام 1979 منعطفاً في الدراسات الشرقيّة والإسلاميّة بعد إسقاط نظام الشاه في إيران والاجتياح السوفياتي لأفغانستان وصدور كتاب إدوارد سعيد «الاستشراق» (1978).
وتضمّن العدد مختارات من الشعر الدنماركي (ترجمها وقدّم لها سليم الغضبان)، وتحقيقاً عن «العرب في الحرب الأهليّة الإسبانيّة» لغيرهارد هب، إضافةً إلى ندوة «الآداب» عن المرأة العربيّة والمشاركة السياسيّة (المغرب نموذجاً)، وأبحاثاً عن المنظّمات غير الحكوميّة في لبنان، واحتمالات التغيير التي يطرحها المرشّح الديموقراطي باراك أوباما في حال فوزه في الانتخابات الأميركيّة. ويعود في هذا العدد أسعد أبو خليل إلى كتابة خواطر «عربيّ غاضب»، وجاءت الخاطرة الأولى تحت عنوان «المذكرات وكتابتها».