سناء الخوريالدافع لإطلاق «الحملة الأهليّة لاحتفاليّة القدس عاصمة الثقافة العربيّة 2009»، هو «فعل ما لن يتمكّن أهلنا في القدس من فعله. الاحتلال الإسرائيلي لن يسمح بأي نشاط، والحملة هي محاولة لنقل الاحتفاليّة إلى كلّ عاصمة عربيّة». هكذا، يجيب محمد أكرم العدلوني الأمين العام لـ«مؤسسة القدس الدولية»، ورئيس اللجنة التحضيرية لـ«الحملة الأهلية لاحتفالية القدس» عن سؤال استحالة الاحتفال في المدينة. أسئلة كثيرة كانت مطروحة أمام اللجنة التحضيريّة في اجتماعها الأوّل الذي عقدته في فندق الـ«كومودور» (الحمرا) السبت الماضي. وقد كان سؤال البقاء على الحياد من الانقسام الفلسطيني حاضراً بقوّة. وتأكيداً للتنسيق مع اللجنتين اللتين ألفتهما السلطة الفلسطينيّة في رام الله وحكومة حماس في غزّة، اتّصلت الحملة بممثّلين عن اللجنتين كي لا يتعارض ما تقوم به مع أعمال أيّ لجنة تؤلفها الحكومات العربيّة، بل تكون «مساندة لها» وفق العدلوني.
تأكيد يضع الحملة في إطارها الشعبي، وخصوصاً بعد البلبلة التي أحدثها إعلان احتفالية القدس في قمّة مسقط 2006. فتشكيلة اللجنتين الرسميتين في فلسطين واعتذار الراحل محمود درويش عن ترؤس لجنة السلطة، وضعتهما أمام تحدّي إثبات الأهليّة لإدارة حدث بهذا الحجم. وقد بادرت «مؤسسة القدس الدوليّة» إلى إطلاق الحملة الأهليّة التي حملت 11مشروعاً، بينها جائزة القدس الدوليّة. بينما بقيت منفتحةً على تمويل كل الجهات الرسمية من دون أن يكون الدعم مشروطاً. فهل الوقت كافٍ لتنفيذ جدول الأعمال قبل 2009؟ وسألنا العدلوني عن سبب غياب الوجوه الثقافية المشاركة في الحملة، عن اجتماع اللجنة التحضيريّة، فبرّر ذلك بأنّ الاجتماع إداري، علماً بأن غياب الفنانين المشاركين في الحملة يقلل من المقدرة على إيصال أهداف الحملة والتأثير بالرأي العام. ولو لم نطرح السؤال مثلاً، لما عرفنا أنّ محمد صبحي يعدّ عملاً للاحتفاليّة، وأنّ الممثل زهير عبد الكريم والكاتب وليد سيف شاركا في اجتماع دمشق التأسيسي للحملة في 3 حزيران/ يونيو الماضي. ويبقى سؤال: أليس توزيع الاحتفال بالقدس عاصمة ثقافيّة على أكثر من مدينة عربيّة، خطوةً تكرّس منطق الشتات واستحالة العودة؟ ها نحن نتحايل مرّة أخرى على غصّتنا. القدس رمز نعم، لكن ما الموقف السياسي الذي نكرّسه في تمسّكنا بالرمز وعجزنا أمام الأمر الواقع الذي تفرضه الجغرافيا؟
www.alquds09.com