strong>كامل جابرتحيّتان وجّههما أخيراً «المجلس الثقافي للبنان الجنوبي» و«جمعية التنمية للإنسان والبيئة» إلى مبدعَين تلازم رحيلهما المدوي. التحية الأولى انطلقت من صيدا «إلى الشاعر الغائب الحاضر محمود درويش» مساء الجمعة الفائت، بحضور فلسطيني لافت، وغياب صيداوي يدعو إلى الاستغراب. في قاعة المحاضرات الكبرى في بلدية صيدا، جاءت التحية الأولى بحضور الأمين العام لـ«المجلس الثقافي للبنان الجنوبي» حبيب صادق والرئيس الفخري لـ«جمعية التنمية للإنسان والبيئة» فاروق الزعتري، رئيس ممثلية منظمّة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي، الرئيس الأسبق لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان شفيق الحوت، سلطان أبو العينين، مدير «دار العناية» في الصالحية الأرشمندريت نقولا صغبيني، وقيادات فلسطينية وأفراد من عائلة الشاعر الراحل من المقيمين في مخيمي عين الحلوة والمية ومية في صيدا.
وبعدما رحّب الشاعر محمد زينو شومان بالحضور، أشار رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري إلى أنّ تكريم الشاعر الفلسطيني الراحل في صيدا جاء لأنّه ابن هذه المدينة كونها عاصمة للشتات الفلسطيني وعاصمة للمقاومة. أما شفيق الحوت، فرأى أنّ محمود درويش هو «أحد أسماء فلسطين الحسنى» مضيفاً إنّه «معجزة فلسطينية، وفلسطين ليست غريبة عن المعجزات، فالبلد الذي عرّج منه الرسول إلى السماء كان فلسطين، التي ولد فيها المسيح ابن مريم، فكانت آخر معجزاتها محمود درويش، الذي استطاع أن يجدّد للعالم صورة عن هذا الوطن وتاريخه وتراثه وعن كل المعاني الإنسانية التي تبلورت فوق هضابه وعلى سواحله عبر التاريخ».
ثم تحدث محمد المجذوب باسم الهيئتين المنظّمتين للاحتفال فقال: «إننا ننحني بخشوع المؤمنين أمام ذكرى الشاعر الغائب الحاضر، الرافض لمشاريع الانهزام والاستسلام، الذي ارتبط اسمه بالقضية الفلسطينية حتى أصبح رمزاً من رموزها. وتكريمه اليوم في صيدا يذكِّرنا بعام النكبة عندما وصل الفتى محمود إلى صيدا مع قوافل النازحين من فلسطين. وبقي في صيدا والجنوب فترة من الزمن».
وتحدّث الأديب محمد دكروب فقال «سر ما وقوة خفية ما كانت تشد محمود إلى الناس وتجذب الناس إليه، فدرويش هو من كبار شعراء العالم يضيء بالملامح الفلسطينية شعره، دنيا الشعر في هذا العالم الواسع ولا يزال شعره يدوّي في أنحاء العالم». واختتم الاحتفال بقصيدتين للشاعرين محمد زينو شومان والياس لحود.
أما تحية يوسف شاهين في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في النبطية، فتجلّت بحضورين بارزين للغائب الكبير: تلميذته رائدة المخرجات العربيات نبيهة لطفي، وفيلم من نصف ساعة عن «عودة الابن الضال» أحد أروع أفلام شاهين.