ليال حدادبعد عدد من التصريحات المندّدة بالقناة والداعية إلى إقفال مكتبها في طهران، ألغت وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية الاعتماد الصحافي لمدير مكتب «العربية» في إيران، اللبناني حسن فحص، وأبلغته بأنه «شخص غير مرغوب فيه»، وعليه مغادرة البلاد. ولعلّ أبرز التصريحات التي أسهمت في التسريع باتخاذ القرار، كانت للنائب الإيراني وعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى جهانغير زاده. إذ دعا قبل أيام إلى «التصدي بحزم لقناة «العربية» السعودية، بسبب حملاتها المناهضة لإيران»، وخصوصاً بعد عرضها وثائقي «الطريق إلى الثورة» الذي عدّه زاده مهيناً بحق الإمام الخميني والثورة الإسلامية، في حديث إلى وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). كما أوضح أنه «لا ينبغي أن تقوم قناة إخبارية بحملات مناهضة ضدّ الكرامة الوطنية والدولية التي تتجلى في شخصية الإمام الخميني، ويبقى التعاطي معها مرناً بعد ذلك». كما طالب وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامية باتخاذ موقف صريح وواضح إزاء التصرفات الأخيرة للمحطة»، مشيراً إلى أن إحدى سبل وآليات التصدي لـ«العربية» تكون بإغلاق مكتبها، ومنع نشاطات العاملين فيها في إيران.
وفضلاً عن تصريحات زاده، تعرضت «العربية» أخيراً لهجوم عنيف من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بورودجردي الذي اتهم المحطة «بالتشهير»، وباتخاذ «موقف معاد من شعب الجمهورية الإسلامية، وحكومتها».
من جهتها، استنكرت «العربية» هذا الإجراء في بيان صحافي، مؤكدة تمسّكها بالمعايير المهنيّة، وخصوصاً أنه لم يسبق لها «أن بثّت أي خبر رئيسي عن إيران، من دون أن تمنح حق المشاركة لمسؤول إيراني أو شخصية مقرّبة من الحكومة»، حسب البيان.
أما حسن فحص الذي تبلّغ طرده هاتفياً، فشدد على أن «القرار مرتبط بالحملة المركّزة على القناة من السلطات وبعض وسائل الإعلام الإيرانية»، مشيراً إلى أن السلطات الإيرانية علّلت قرار طرده بـ«سياسة محطة «العربية» وعمل مكتبها في طهران». وكان فحص قد بدأ عمله مديراً لمكتب «العربيّة» في طهران منذ عام، وذلك وفق اعتماد صحافي رسمي من السلطات الإيرانيّة. واستمرّ في الوقت نفسه في عمله مديراً لمكتب صحيفة «الحياة»، علماً بأنه مقيمٌ في البلاد منذ عام 2000.
وعملية الطرد هذه ليست الأولى من نوعها في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ كان مكتب قناة «الجزيرة» القطرية قد أغلق في طهران في نيسان (أبريل) 2005 مدة أربعة عشر شهراً بتهمة التحريض على العنف، بعد اندلاع أعمال عنف في مدينة الأهواز التي يقطنها الكثير من العرب. كما أنّ مساعد مدير مكتب وكالة «فرانس برس» في طهران ستيوارت وليامز، أجبر بدوره على مغادرة إيران في نهاية تموز (يوليو) الماضي، بعدما رفضت السلطات تجديد تأشيرة دخوله.