بالتزامن مع انطلاق أولى الأماسي الرمضانية في مسرح «بابل»، تحيي فرقة «سَهِرْتُ» الحديثة التأسيس، أول حفلة لها بعنوان «أنغام في سماء الشرق» مساء اليوم في «دوار الشمس». ويتألف برنامجها من مجموعة من كلاسيكيات الأغنية الطربية المصرية لكبار الملحنين أمثال محمد عبد الوهاب وداوود حسني ومحمد القصبجي وزكريا أحمد، إضافةً إلى توشيح ديني بعنوان «أمدح المكمّل» للشيخ محمد الفيومي، ومقطوعة «ذكرياتي» الموسيقية الشهيرة للقصبجي. أسّس الفرقة الشاب نعيم أسمر (عود وغناء)، وهو مهندس معماري يهوى الغناء العربي القديم والموسيقى التراثية الشرقية، وجمع فيها أسماءً معروفة بانتمائها الفني لهذه المدرسة المتجذِّرة بالأصالة الشرقية، ومعظمها ناشطة في هذا المجال بشكل ثابت أو عرَضي ضمن فرق موسيقية محلية أخرى. إلى جانب أسمر، تضم «سَهِرْتُ» أحمد شبّو (كمان)، غسان سحاب (قانون)، خالد صبيح (بيانو)، بشار فران (كونترباص) وأحمد الخطيب (إيقاع)، وهو ما يمكن تسميته التخت الشرقي المُعدَّل أو المُطعَّم. إذ تعدّ مشاركة آلتي الكونترباص والبيانو دخيلةً على التخت الكلاسيكي، وذلك على حساب الآلات الشرقية البحتة كالعود والناي... ولهذه التوليفة الغرب شرقية للتخت الشرقي حسناتها بالتأكيد، إذ تقترب من المزاج الشبابي الذي يجب أن يمثّل هدف الفرقة الأول، من دون أن تسيء إلى روح الأعمال المنتقاة، وخاصة أنّ أصحاب هذه الألحان (وخصوصاً عبد الوهاب الذي يمثّل محور برنامج الحفلة) هم تاريخياً من المجدّدين في تركيبة الفرق الموسيقية الشرقية، ومساهمون في انفتاحها على احتمالات التطعيم بالأصوات الغربية. اختارت الفرقة لبرنامج حفلتها الأولى من ألحان عبد الوهاب «سهرت منه الليالي» و«يا ناعماً» و«نجوى» و«جفنه علم الغزل» و«الصبا والجمال» ومن ألحان القصبجي «ما دام تحبّ بتنكر ليه»، إضافةً إلى «حيرانة ليه» (ألحان داوود حسني) و«الأمل» (ألحان زكريا أحمد). تدخل هذه الفرقة الشابة بقوة على الساحة الفنية طارحة برنامجاً يؤكد قدرتها على رفع التحدّي على ما يبدو، فهل تجتاز عقبة الخطوة الأولى حيث تكلفة الخطأ تكون مضاعفة؟.


فرقة «سَهِرتُ»: 9:00 مساء اليوم ــــ مسرح «دوّار الشمس» (الطيّونة) ــــ للاستعلام: 01/381290