فرح داغريبدو أن منع عرض المسلسلات، والبدوية تحديداً، سيكون ميزة رمضان 2008. فبعد «فنجان الدم» الذي أوقفته mbc في اليوم الأول من هذا الموسم، جاء اليوم دور «سعدون العواجي». وها هو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، خليفة بن زايد آل نهيان، يقرر أول من أمس وقف عرض مسلسل «سعدون العواجي» الذي يقدّم على شاشة «أبو ظبي» (التابعة للدولة). وذلك، «استجابةً لمناشدات تقدمت بها قبائل عربية عدة، يحاكي المسلسل حقبة من تاريخها»، وفق ما أوردته وكالة أنباء الإمارات.
وكانت «الأخبار» قد أشارت يوم أُجّل «فنجان الدم» (راجع عدد 3 أيلول/ سبتمبر الحالي)، إلى أن 80 شيخاً من ولد سليمان من عنزة ومجموعة من شيوخ شمر، وجّهواً كتاباً إلى الديوان الملكي ووزارة الإعلام في السعودية، مطالبين بوقف عرض «فنجان الدم» على mbc و«سعدون العواجي» على «أبو ظبي»، «لأنهما يثيران النعرات القبلية».
وإذا كان «فنجان الدم» يصوّر الصراعات بين القبائل، وتتركّز أحداثه على عشيرة المعيوف وعشيرة النوري هزّاع، فماذا عن «سعدون العواجي»؟ يروي المسلسل (إنتاج شركة «الريف») في ثلاثين حلقة قصة الشيخ سعدون العواجي الذي ولد في شمال الجزيرة العربية حوالى عام 1750. وكانت قبيلته عنزة قد سكنت في مناطق عدة، امتدت من شمال نجد إلى حفر الباطن، وصولاً إلى منطقة الجزيرة بين العراق وسوريا.
من هنا، يقدم العمل (تأليف فهاد الشمري ومحمد اليساري، ومن إخراج السوري نذير عواد) قراءة لحقبة تاريخية، استعرضت سيرة شيخ القبيلة، متوقفاً في الوقت نفسه عند تفاصيل الحياة البدوية.
ويجسّد شخصية سعدون الممثل السوري رشيد عساف، مع مشاركة لعدد من الممثلين السوريين والأردنيين والسعوديين والقطريين، بينهم: مرح جبر وعبير عيسى ويوسف الجمل.
وصُوّر المسلسل الذي كان يبث حصرياً على تلفزيون أبو ظبي ويعاد بثه على قناة الإمارات، في مدينة تدمر السورية، نظراً لتشابه تضاريس المدينة مع المناطق التي عاش فيها سعدون العواجي.
وفيما أكدت mbc سابقاً أنها آثرت تأجيل «فنجان الدم» إلى ما بعد رمضان حتى يتسنّى لإدارتها متابعة جميع الحلقات أولاً... اكتفت «أبو ظبي» بإرسال بيان، يشير إلى حذف المسلسل من جدولة برامجها «حسب تعليمات إدارية»، مجريةً بعض التعديلات على تواقيت عروض «أبو ظبي» و«الإمارات».
ويشير متابعون بأصابع الاتهام إلى أسلاف شيوخ مشهورين، أرادوا الإفادة مادياً واجتماعياً من كل هذه الضجة.