تكتب مسلسلاً عن تداعيات الحرب الأهليةباسم الحكيم
لم تكن دارين حمزة وجهاً تلفزيونيّاً معروفاً، حين أطلّت قبل عامين في «قصّة عايدة» من سلسلة «قصص نسوان» للكاتب أندريه شاهين والمخرج ميلاد الهاشم. فالممثلة الشابة، اكتفت بالمشاركة في مجموعة «طالبين القرب» للكاتب مروان نجّار والمخرج ميلاد أبي رعد في نهاية التسعينيات، قبيل تخرجها من معهد الفنون في عام 2000. ولم تتأخر حتى دخلت ميدان العمل الإخراجي في تلفزيون «المستقبل»، غير أن أحلامها السينمائيّة دفعتها إلى السفر إلى أميركا حيث أجرت دورات تدريبيّة تمثيليّة مكثّفة، ومنها انتقلت بمنحة إلى بريطانيا حيث نالت شهادة دراسات عليا في التمثيل. وبعد العودة، أسندت إليها بطولة «عايدة» والمسلسل الخليجي الكوميدي «9/11» للمخرج ميلاد الهاشم. وها هي اليوم تتحوّل إلى نجمة لبنانيّة في السينما الإيرانيّة، وأماً شابة في مسلسلات محلية للمراهقين.
المشوار في طهران بدأ مطلع العام الماضي مع فيلم «الأغنية الأخيرة للسندباد» إلى جانب ميشال غانم. ويروي الشريط سيرة الاستشهادي أحمد قصير. ثم قدمت هناك فيلم «الولادة الثانية» الذي يرصد تأثيرات العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز (يوليو) 2006، من خلال رجل (طلال الجردي) يبحث عن زوجته. وفيه، أدت حمزة شخصية ممرضة مسيحيّة، تساهم في إيجاد الزوجة المفقودة. أما اليوم، فهي تنتظر عرض فيلمها الإيراني الثالث «كتاب القانون» (كتابة محمد رحمنيان) مع الممثل بارفيس باراستوي في 600 صالة بين طهران وشيراز وأصفهان وغيرها من المدن الإيرانيّة خلال موسم عيد الفطر. كما تُرجّح هي عرض الفيلم في غضون الأسابيع المقبلة في صالات بيروت أيضاً.
وعن كيفيّة اختيارها للشخصيّة، توضح: «كان المخرج الشاب الإيراني مزيار ميري يبحث عن فتاة بملامح أوروبيّة. وحين فشل في إيجاد ضالته في باريس، لصعوبة تعلّم الفرنسيّات اللغة الفارسيّة وقراءة الأحرف العربيّة، أجرى «الكاستينغ» في لبنان. خضعَت له عشرات الممثلات، واختارني للدور». ولا تخفي حمزة «صعوبة كبيرة واجهتني في الوقوف أمام ممثل شهير جداً في منطقته، وفي التحدث بلهجة لا أعرفها. لكن كل ذلك زادني خبرة ومعرفة». تدور أحداث الفيلم حول فتاة لبنانيّة مسيحيّة تحمل الجنسيّة الفرنسية، وتعمل مترجمة بين فريق فرنسي وآخر إيراني لمصلحة الأمم المتحدة. وفي إطار عملها، تنشأ بينها وبين أحد المسؤولين قصة حب تتكلل بالزواج، وتقرر إثرها أن تتحول إلى الديانة الإسلامية. وتتعقد الأحداث، عندما تقرر العيش مع زوجها في إيران، حيث تكتشف أن المجتمع لا يلتزم بقوانين الكتاب السماوي بتفاصيله، فتنفصل عن زوجها وبيئته وتعود إلى ديارها بعد مفارقات عدّة تعيشها في طهران. ولكن، ماذا عن حرية التعبير وهامش التحرك في السينما الإيرانية؟ «لاحظت أن لديهم أسلوبهم الخاص من خلال حركة الكاميرا والنص الإنساني والروحاني، ولولا ذلك لما استطاعوا أن يحجزوا موقعهم المرموق على خريطة السينما العالميّة».
في المقابل، تدرك حمزة أن السينما الإيرانيّة لا تعوّضها عن الدراما المحليّة، «لكنه القدر الذي دفعني إلى المشاركة فيها». لذا، تحنّ اليوم إلى الإطلالة في الدراما اللبنانيّة. غير أن هذا الحنين، لن يكون على حساب نوعيّة العمل. لذا، «اعتذرت عن مسلسلين محليين في الأشهر الأخيرة، وعن فيلم إيراني عرض عليّ أخيراً».
وهل البطولة المطلقة هي المعيار الذي تحدد على أساسه موافقتها على عمل دون آخر؟ تسارع حمزة إلى التأكيد أن «أول ما يهمني هو نوعيّة العمل وشكل الدور، من دون الالتفات إلى كونه بطولة مطلقة أم لا. والدليل أنني سأعود بعد رمضان من بوابة Otv، في مسلسل بعنوان «مغامرات جاد ونور»، وأبطاله الفعليون هم أولاد في سن المراهقة.
اليوم، تبدلت حساباتها وهي تعطي الأولويّة للتمثيل، بعدما نفّذت قبل عامين عدداً من حلقات برنامج «العدسة العربيّة» لمصلحة قناة «الجزيرة». يذكر أخيراً أن حمزة شاركت في كورال مسرحيّة «صح النوم» للسيّدة فيروز. وقبل ذلك بسنوات، غنّت ومثّلت في مسرح الدمى مع كريم دكروب.


«مغامرات جاد ونور»

لعلّ المشاكل الداخليّة الكثيرة التي تعانيها Otv، هي التي لم تتح لها منافسة الشاشات المحليّة والعربيّة في رمضان. لكن الشاشة البرتقالية تحضّر لشبكة منوّعة لدورة الخريف، بينها: «مغامرات جاد ونور» من بطولة دارين حمزة وخالد السيّد وإخراج فادي قدّوم وإنتاج «ميديان بروداكشن». تؤدي حمزة في العمل الذي يقع في 15 حلقة، شخصية الأم الشابة لمراهقين، «كونه يضيء على يوميات الأولاد في الحي حيث يسكنون، ويعيشون مغامراتهم مع أولاد الجيران ومع جدتهم، بمعنى ألا حركة دراميّة بعيداً عن الأولاد». وتلفت حمزة إلى أن هذا المسلسل هو «الأول من نوعه في لبنان وربّما في الشرق الأوسط، كونه موجهاً إلى جيل المراهقين الذي لم تناقش قضاياه ومشاكله في الدراما العربيّة عامة».


«بنت البرج»