صباح أيوب«قضية محمد الراجي لم تنتهِ بعد، فأولى جلسات محاكمته ستنطلق في مرحلتها الاستئنافية الثلاثاء (اليوم). ومن أجل أن تبرئ العدالة محمد الراجي، فإننا نناشد جميع الغيورين على قيم حقوق الإنسان وحرية التعبير، المشاركة في دعم قضية محمد الراجي»... بهذه العبارة، يعلّل موقع «هسبريس» سبب احتجابه لـ24 ساعة، تضامناً مع قضية المدون الغربي الذي شغل العالم، بعدما اعتقلته في الخامس من الشهر الحالي السلطات المغربية. ثم أطلق سراحه موقّتاً (الخميس الماضي)، في انتظار انطلاق أولى جلسات محاكمته الاستئنافية اليوم.
هكذا إذاً، الحملة على مدوّني المغرب مستمرة... والآتي أعظم! ففي حادثة هي الأولى من نوعها في عهد الملك محمد السادس، هزّ الوسط الإعلامي المغربي والعالمي قبل أيام خبر اعتقال محمد الراجي (29 سنة)، الصحافي في «هسبريس»، إحدى الصحف الإلكترونية المعارضة في المغرب. التهمة: «الإخلال بالاحترام الواجب للملك»، والحكم ـ بعد محاكمة صورية من دون محامي دفاع ـ السجن لسنتين، إضافة إلى غرامة قدرها 5000 درهم (حوالى 630 دولاراً). الراجي الذي كان قد نشر مقالاً في 3 أيلول (سبتمبر) الحالي في «هسبريس»، «ارتكب جرم» انتقاد تصرّفات الملك. ومقاله الذي حمل عنوان «الملك يشجع الشعب على الاتكال»، أظهر مساوئ اعتماد الملك أسلوب منح الإكراميات (كتوزيع رخص قيادة وأراضٍ) لمن يمتدحه، مستشهداً بأمثلة واقعية من المجتمع. وأشار إلى أن اعتماد نظام «الريع» وتوزيع المكافآت والهبات على الذين يستجدون العائلة المالكة ويتملّقون لها، «يشجع الشعب على الاتكال، ويجعل منا شعباً بلا كرامة». وكان الراجي قد ذكّر في مقاله أنّ الإكراميات هذه، تجري على مرأى من ولي العهد الحسن الثالث الذي سيتصرف، حسب الراجي، «وفق المنطق نفسه عندما يحكم». لذا، «ما علينا سوى تأجيل أحلامنا بمغرب المساواة إلى حكم الملك محمد السابع!».
وبعد التحقيق مع الراجي لمدة سبع ساعات أجريت محاكمة له في محكمة أغادير استغرقت عشر دقائق من دون وجود محامي دفاع عن الراجي، صدر على أثرها حكم السجن والغرامة. إلا أنّ هذا القرار جوبه بانتقادات لاذعة من جانب منظمات حقوق الإنسان والدفاع عن حرية التعبير، فقد أعلنت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» في مصر أن الحكم «مثال واضح على غياب العدالة وحرية التعبير في المغرب»، فيما وصفت «مراسلون بلا حدود» المحاكمة بأنها تنتمي «إلى الدول الاستبدادية»، كما دعت منظمة العفو الدولية الى «الإفراج الفوري وغير المشروط» عنه.
وأُنشأت مجموعات حقوقية وأخرى على «فايسبوك» تطالب بإطلاق سراحه، إضافة إلى موقع بعنوان «ساعدوا الراجي» www.helperraji.com، ويتم فيه توقيع عريضة لدعمه. علماً أن المدونات المغربية علّقت أنشطتها يوم أمس (24 ساعة أيضاً)، تضامناً مع الراجي.