تصدر جديدها بداية العام المقبل، نافيةً أن يكون موجّهاً للصغار. الفنانة المشغولة بابنتها مريم، تطلق قريباً سلسلة حفلات في المحافظات المصرية، يعود ريعها للأطفال المشرّدين
فاطمة داوود
لم تشفع نجومية الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب لها كي تفلت من انتقادات أهل الصحافة، إثر إطلاق ألبومها الأخير «بطمّنك». فالخطّة التي وضعتها بالاتفاق مع شركة «روتانا» كي تضمن حضورها على الساحة خلال فترة حملها وانشغالها بوضع طفلتها، جاءت بنتائج عكسية تماماً. والشريط الذي تضمّن أغنيتين جديدتين فقط إلى جانب إدراج أغنيات قديمة موزّعة بطريقة «ريمكس»، لم تروِ عطش الجمهور الذي انتظر طويلاً ثمرة التعاون الأول بين «روتانا» وشيرين.
لكن للفنانة المصرية، وجهة نظر مختلفة في هذه النقطة: «لقد اختلط الأمر على الناس والإعلاميين. هذا الألبوم ليس سوى مبادرة أطلقناها كي لا أبتعد عن جمهوري، وخصوصاً أن تحضيرات الألبوم الجديد أخذت وقتاً طويلاً، تلتها خطوة الزواج ثم الحمل. أتعلمين، حين كنت أغنيّ في حفلاتي قبل مدة، كنت أملّ من تكرار بعض الأغنيات على المسرح، فقررت إطلاق أعمال جديدة. وهذا بالفعل ما قمت به حين غنّيت «بطمّنك» في برنامج «العرّاب». لكنها ما لبثت أن انتشرت على مواقع الإنترنت. وهذا كان سبباً إضافياً لتسجيل الأغنية وطرحها ضمن ألبوم. لذا، لا يجوز الحكم عليّ بطريقة قاسية، لأن جلّ ما فعلته كان إرضاءً للجمهور».
لكن ألا يعدّ الألبوم خطوة غير محسوبة النتائج وتراجعاً لمكانة شيرين الفنية على الساحة العربية؟ تجيب وقد خفت صوتها بعض الشيء: «لا أعتقد. ما دام الفنان لديه نيّة صادقة بمراعاة ذوق جمهوره وتقديم الأفضل، لا بد أن يقدّر المستمع هذا الشيء، كما أنني لم أتوقّع أصلاً أي انتقاد من أحد». وبشأن موافقة «روتانا» على هذه الخطوة بدلاً من إطلاق ألبوم كامل مضمون النجاح، توضح: «لقد أكرمتني الشركة كثيراً. فهذا العمل ليس مدرجاً ضمن الاتفاق الموقّع بيننا. لقد بادروني به كإهداء، بعدما تفهمّوا وضعي العائلي وصعوبة استكمال بقية التحضيرات الخاصة بالألبوم المنتظر. وما أشيع عن غضبي من الشركة بسبب الحملة الإعلانية والصور، لا أساس له من الصحة. إذ أقدم بعض المغرضين على تصوير مسألة تحفّظي على بعض الصور، كأنه خلاف بيني وبين شركتي. علماً بأنني فعلاً شاكرة لـ«روتانا» لأنها وقفت إلى جانبي. وهي تساندني حالياً كي نطلق العمل الجديد خلال فترة رأس السنة».
شيرين قدّمت في الأسطوانة، إهداءً إلى محمد حماقي، على رغم أنه ليس من فناني «روتانا». وهو أيضاً يعدّ منافساً لها على الساحة الغنائية، فماذا تقول عن ذلك: «حماقي صديق مقرّب لي ولزوجي، ولم يتوانَ عن دعمي ومساعدتي. أوردتُ إهداءً له في الألبوم، بعدما أعاد توزيع أغنية «أنا مش بتاعة الكلام ده» بأسلوب جميل وبمشاركة مغني الراب الهولندي بيري الذي أدى معه أغنية «أحلى حاجة فيكي». كما تكشف عن تعاون وشيك مع المخرجة السينمائية ساندرا لتصوير الفيديو كليب الخاصّ بالترويج للعمل. وقد اختارتها لأسباب عدة، لعلّ أبرزها: «ساندار معروفة في مجال إخراج الكليبات قبل توجّهها نحو السينما. اليوم اكتسبت خبرة كبيرة ستسهم بلا شك في إعطائي فرصة الحصول على صورة جميلة مغايرة لما اكتسبتها سابقاً من تعاوني الحصري مع نصر محروس». في سياق متصل بألبومها الجديد، نفت شيرين أن يكون موجّهاً للأطفال كما ورد في إحدى المجلات الفنية: «ربما اعتقدوا ذلك لأنني أنجبت حديثاً طفلتي مريم، فتوقّعوا أن أخصصّ لها ألبوماً كاملاً. علماً أن هذا الأمر ليس وارداً، ولن أسير على خطى فنانات أخريات أطلقن ألبومات للصغار».
أما أكثر ما تريد شيرين تسليط الضوء عليه اليوم، فهو مشروع الحفلات الخيرية الذي سينطلق على مستوى المحافظات المصرية دعماً للفقراء والمحرومين. إذ عقدت النيّة على إحياء حفلات جماهيرية يعود ريعها لتعليم الأطفال وإيوائهم. وعن ردّها على تحوّل هذه المشاريع إلى «موضة» يعلن عنها الفنانون لتسليط الضوء عليهم، ثم تنتهي الضجة ولا تنظّم الحفلات... تقول: «لا علاقة لي بما يفكرّ فيه ويخطط له الآخرون. أنا أعلن ذلك بنيةّ صادقة لا ترويجاً أو تسويقاً».
على الصعيد العائلي، تعبّر الفنانة المصرية عن سعادتها الكبيرة بدخول ابنتها مريم إلى حياتها. لكنها، حتى الآن لم تتّخذ وزوجها الملحّن محمد مصطفى قراراً بنشر صور طفلتهما عبر المجلات الفنية والصحف. وتقول: «مريم ما زالت طفلة. لقد ولدت مع والدين مشهورين، وليس عليها أن تدفع ثمن ذلك منذ الآن. سأترك لها حرية الظهور تحت الأضواء، وأنا أعتذر من جميع الصحافيين الذين طلبوا التقاط صور لها، وآمل أن يتفهّموا موقفي». وتؤكد أنها غالباً ما تصطحب الطفلة في رحلاتها خارج مصر لإحياء الحفلات، ولا تتركها بعيدة عنها تحت أي ظرف عملي كان.