رام الله ــ نائلة خليل رحل محمود درويش قبل أن يشاهد «هوية الروح»، وهو أول عرض سينمائي خارجي شارك فيه كشاعر وراوٍ في الوقت نفسه، يدور حول الانتقام والتسامح ورؤية العدو كائناً بشرياً. قبل خمسة أشهر من موته، روى درويش بصوته قصيدته «جندي يحلم بالزنابق البيضاء»، وقصيدة المسرحي النرويجي الكبير هنريك إبسن «تيريه فيغن» ضمن مشروع «هوية الروح» الذي تنفّذه شركة Art Alliance Productions البريطانية المتخصصة في الإنتاج السينمائي بالتعاون مع مؤسسة «عبد المحسن القطان» و«منتدى شارك» الشبابي.
وأمس، أعلن القائمون على المشروع انطلاقه في رام الله، لتبدأ العروض في 5 الشهر المقبل وتستمر حتى 23 منه، ويُعرض في ثماني مدن فلسطينية. على أن يُعرض في ربيع العام المقبل في لبنان والأردن ونيويورك وبرلين وعدد من العواصم الأوروبية.
بدأ مشروع «هوية الروح» عام 2006 عندما قرّر المخرج توماس هوغ والمنتجة مارتينا رود وهما من النرويج تقديم عرض سينمائي فني لقصيدة إبسن الشهيرة «تيري فيغن». وفعلاً جرى العرض بصوت الشاعر الياباني ماساتو إبيو في اليابان ولاقى نجاحاً منقطع النظير، ما شجّع المخرج والمنتجة على التفكير بجدية في توسيع المشروع ليضم شاعراً معاصراً عالمياً، تتّسم أعماله بالبعد الإنساني العميق.
بعد أشهر من البحث، وجد فريق العمل مصادفةً قصيدة درويش «جندي يحلم بالزنابق البيضاء» المترجمة إلى لغات عدّة فأدركوا أنّهم وجدوا ما يبحثون عنه. تقول مارتينا رود «حضرنا في شتاء 2008 لنستأذن درويش باستخدام قصيدته في عرضنا السينمائي إلى جانب قصيدة إبسن ليقوم بروايتها فنانٌ محترف، فوافق بعدما رأى جودة العرض في نسخته اليابانية». لكن بعد لحظات، استدرك درويش قائلاً: «سأقوم بروايتها بنفسي إن رغبتم بذلك». هكذا، وعلى مدى ساعة كاملة وهي مدة العرض، يقرأ درويش القصيدتين على خلفية موسيقى متنوّعة، وصور يختلط فيها الحقيقي بالمتخيّل تُعرض على خمس شاشات ضخمة.
وفي ذكرى أربعين درويش أيضاً، ستقام احتفاليات وأمسيات شعرية في 4 و5 الشهر المقبل، بينها أمسية بعنوان «في ظل الكلام» في مركز «خليل السكاكيني» في رام الله، بينما أقامت أخيراً «مؤسسة القطان» أمسية قراءات أدبية في مقرّها في رام الله، شارك فيها عدد من الشعراء والأدباء الفلسطينيين والعرب. ثم عُرضت أعمال فنية لجون بيرغر وإيف بيرغر، وصور ذاتية للشاعر درويش بعدسة مارك ترفيير.