زاهي وهبي وعبيدو باشا في الحلقات المقبلة
باسم الحكيم
منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان، انتشرت البرامج الاجتماعيّة ذات الطابع الإنساني بقوّة على شاشاتنا. قبل ذلك، كان يغلّف هذا النوع من البرامج بقالب من الترفيه والألعاب، أو يقدّم موسميّاً على طريقة المخرج بيتر خوري في «وقّف تقلّك» و«ضرب خوات» وغيرهما. هذه البرامج كانت تعطي «فرصة العمر» لمشتركيها وتبدّل حياتهم تماماً. لكنها، بعد عدوان تموز، اتخذت طابعاً مختلفاً، وتحوّلت صوب تقديم المساعدات إلى الفقراء والمحتاجين وإلى المرضى وذوي الحاجات الخاصة. وفي شهر رمضان، حاولت بعض المحطات اللبنانيّة أن تزيد من جرعة «الإنسانية» على شاشتها، محاولة حيناً تقديم شيء مختلف مثل برنامجي «من درب لدرب» على «المستقبل»، و«الحياة أقوى» على Otv، فيما حافظ بعضها الآخر على شكله الأول مع تغييرات قليلة في تفاصيل مضمونه، وأبرزها «قصّة وغصّة» على nbn.
لعلّ «من درب لدرب» الذي يخوض فيه المصوّر الفوتوغرافي رامي بربور أولى تجاربه الإخراجيّة، هو من بين برامج قليلة نجحت في الخروج من دائرة الاتهام الدائم للبرامج الإنسانيّة، بكونها برامج «تسوّل على الهواء». فهنا، لا يكتفي «من درب لدرب» بتصوير حالات إنسانيّة تستحق المتابعة، بل يعرض ــــ كما يصفه البيان الترويجي ــــ في قالب وثائقي درامي «مأساة وتحدّيات عاشتها عشرون شخصية في المجتمع، ويهدف إلى كشف قصصهم ومعاناتهم الحياتيّة عن طريق السرد الشخصي، متوقفاً عند أهم نقاط التحوّل في حياتهم». هكذا، يتابع البرنامج يوميّات الضيوف في محيطهم ومنازلهم، وهم يروون محطات من سيرتهم وقصصهم الحزينة والمهملة التي تحمل عبرة في مضمونها. كما يعرض مشاهد وثائقيّة من المناطق اللبنانيّة تتوافق مع السياق العام للحلقة. لا يخفي بربور المجهود الكبير الذي بذله مع فريق العمل لإنجاز عشرين حلقة، عرض منها تلفزيون «المستقبل» عشراً، فيما تعرض الحلقات العشر الأخيرة بدءاً من اليوم. ويبدو أن إيجاد أبطال الحلقات لم يكن بالأمر الهيّن: «فنحن لا نبحث عن محتاجين لنبرز مشكلاتهم، بل عن حالات مختلفة عن تلك التي يتكرّر ظهورها في البرامج الإنسانيّة».
وهنا يوضح كاتب النص، ربيع فران، أن البرنامج يحاول الربط بين الحالة والمكان الذي تعيش فيه، وها هي صبية عمياء من بيروت، «صوّرنا معها في منطقة الروشة، لنشبّه صلابتها وتمسكها بالحياة بصخرة الروشة. كما أن أبو الفقراء هو إحدى الشخصيّات الشعبيّة الطرابلسيّة، عاش في الحرمان، وخسر كل ثروته في التسعينيات وحظي بمن ينتشله من الفقر، فآمن بأن عليه أن يعامل الناس كما عامله هذا الشخص، فبات يدور على البيوت المعوزة في طرابلس ليساعد المحتاجين. وصوّرنا معه في خان الصابون حيث جرى التركيز على تقديم مشهديّة مختلفة». ومن بين الحالات التي عرضها البرنامج، كريستوفر قصارجي المعوّق الذي صار شاعراً، هو رجل غير قادر على الحراك، ومع ذلك نجح في أن ينشر كتاباً وكرّمه الرئيس إميل لحود. وهناك أيضاً رشا الحمادي التي قهرت السرطان بإرادتها وعزمها، ثم قررت أن تنشر كتاباً حين شفيت، جمعت فيه يوميات رحلة المرض، إضافة إلى نهلا التي أصيبت بشلل الأطفال في عام 1957، وقرّرت منذ سن الثامنة أن تدرس وتخطط للمستقبل، على رغم المشاكل وممارسة ما تسميه بـ«العنف اللطيف». وقد أصبحت مترجمة، وعضواً في لجنة شؤون الفلسطينيين والمعوّقين. كما تزوجت وأنجبت، على رغم المأساة.
وفي الحلقات المقبلة، سيسلّط البرنامج الضوء على معاناة عاشها جهاد عقل، حوّلته لاحقاً إلى عازف كمان. كما يعرض تجربة زاهي وهبي مع الفقر والأسر، ونقطة التحول في حياته بعد تجربته في المعتقل. ويتوقف عند طفولة عبيدو باشا الذي خرج من بيئة متقوقعة في صبرا وشاتيلا، وكان يهرب لمتابعة الأفلام السينمائيّة، إلى أن تحوّل اليوم إلى ناقد ومسرحي معروف...
وهل البرنامج مرشح لأن يستكمل عرضه بعد شهر رمضان؟ توضح المنتجة المنفّذة نيغار دندن أن «ردود الفعل في المحطة وبين الناس جيّدة. ومن المرجّح أن تتخذ القناة قراراً بشأن عرضه أسبوعيّاً في غضون أيّام».

18:00 على «المستقبل»


«الحياة أقوى»

البرامج الإنسانيّة تزيد في شهر رمضان، وها هي OTV تقدم مساء كل أحد خلال هذا الشهر، «الحياة أقوى»، الذي يحمل طابعاً طبيّاً إنسانيّاً، نفّذ على طريقة تلفزيون الواقع. يهتم البرنامج بمساعدة حالات إنسانية ومعالجة مشاكلها الصحيّة، عن طريق التكفّل بالمصاريف وزيارة كاميرا البرنامج لغرفة العمليات، ومواكبتها تفاصيل الجراحة. وتصف هالة بو صعب، معدّة البرنامج ومخرجته، بأنه «دعوة إلى الحياة، إذ سمحت الفكرة لفريق العمل بعيش تجارب إنسانية، والمساهمة في تغيير مصير أشخاص كان موت بعضهم محتماً». وتكشف عن أن حلقات جديدة يستمر تصويرها حاليّاً، تمهيداً لعرضها في فترتي الميلاد ورأس السنة». وفي حلقة الغد، ستعود نعمة البصر إلى حالتين، بعد التبرّع لهما بقرنية العين.
غداً 21:00 على OTV


قصّة وغصّة00:00 على nbn