القاهرة | فيما بات مؤكّداً غياب الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف لأجل غير مسمى، بدأت القنوات المصرية البحث عن إضحاك جمهورها مجدداً من خلال برامج لن تتخطّى بالطبع السقف الذي حطّمه «جون ستيوارت العرب». جاء إعلان يوسف أنّه سيدرّس في معهد العلوم السياسية وفي كلية جون كنيدي للدراسات الحكومية في جامعة «هارفرد» الأميركية لثلاثة أشهر تنتهي في أيار (مايو) المقبل، بمثابة تأكيد على أنّ عودته إلى الشاشة باتت مستحيلة.
رغم أنّ هذا التأكيد لم يكن يحتاج إلى انتظار التحاق يوسف بـ»هارفرد»، إلا أنّ جمهوره كان لا يزال يتمسّك بأمل عودة «البرنامج» الذي توقف قبل أيام من حلف الرئيس اليمين الدستورية مطلع حزيران (يونيو) الماضي. وفيما ظلّ أكرم حسني مقدّم برنامج «أسعد الله مساءكم من جديد» (mbc مصر) وحيداً في الملعب طوال الأشهر الثمانية الماضية، اعترفت القنوات المصرية أخيراً بأهمية وجود أعمال ساخرة أسبوعية بعدما أرسى يوسف هذه القاعدة على مدار ثلاث سنوات. غير أن السقف الذي كسره يوسف بانتقاد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، وباستخدام الضحكات المباشرة التي لم يبرع فيها أحد إلا يوسف وفريقه، لن يتكرّر بالطبع مع البرامج الجديدة. في السياق نفسه، يحظى أكرم حسني وشخصيته «سيد أبو حفيظة» بجماهيرية لا يمكن تجاهلها، لكن الأكيد أنه يخصّص البرنامج لقضايا اجتماعية في المقام الأول، عكس يوسف الذي كان الجمهور ينتظره كل جمعة ليعرف كيف سيعلّق على أحداث الأسبوع.
برز ممثل كوميدي شاب
هو شادي سرور

قناة «mbc مصر» أضافت إلى حسني أخيراً برنامجاً ثانياً هو «روبابيكيا». ورغم أنه ليس ساخراً بالمعنى المباشر، إلا أنّه يقوم على الحوارات الطريفة التي يجريها المقدّم عمرو رمزي مع الناس في الشارع على عربة مكشوفة. mbc1 أطلقت أيضاً برنامج «خليها علينا» (الاثنين 20:30) الذي تقدّمه المغنية اليمنية أروى. البرنامج ينتقد أيضاً الأحداث الفنية بطريقة ساخرة. ورغم أن ورشة الكتابة يشرف عليها المصري إياد صالح، إلا أنّ هذا العمل التلفزيوني يظلّ موجّهاً إلى جمهور القناة في الخليج. من الصعب أن يتابع المصريون سخرية قادمة من مذيع غير مصري. قناة cbc التي فقدت مدخولاً إعلانياً كبيراً بعد إزاحة يوسف، دشّنت أخيراً حملة دعائية لبرنامج «عرض كبير» من تقديم الممثل والمذيع أكرم الشرقاوي. وتراهن cbc على تعويض غياب يوسف من خلال البرنامج الذي سيبثّ مساء كل خميس وإن كان قد تأجّل مرتين متتاليتين من دون أسباب معلنة. ووفق الشرقاوي الذي تحفّظ على مقارنته بيوسف، فإن البرنامج مكوّن من ثلاث فقرات. الفقرة الأولى نشرة أخبار ساخرة، ثم يدخل أحد المشاهير في حوار ساخر مع المقدّم، والفقرة الثالثة مع الضيف نفسه لكن من خلال ألعاب ضاحكة بعد انتهاء الحوار. ولن يعتمد البرنامج على مقاطع اليوتيوب التي انفرد يوسف بالإفادة منها. في السياق نفسه، تستعدّ شبكة تلفزيون «النهار» لإطلاق برنامجين في الاتجاه نفسه، مستعينة بنجوم كوميديا معروفين، لكن القائمين على الشبكة يتحفّظون على التفاصيل في المرحلة الحالية. كما يستعدّ السينارست عادل سلامة لتقديم برنامج جديد بعنوان «ضحك السنين» على قناة «نايل كوميدي» الحكومية، وإن كان البرنامج سيعتمد على الضحك من أرضية «النوستالجيا».
على مسار مواز، لا تزال مقاطع اليوتيوب منفذاً للكثير من المواهب الشابة التي تحاول اجتذاب الجمهور، أملاً في الوصول إلى الشاشة الصغيرة لاحقاً. وبرز في الآونة الأخيرة ممثل كوميدي شاب هو شادي سرور، وأيضاً أحمد سيد أمين الذي يقدّم سلسلة حلقات بعنوان «كيف تفعل كذا في 30 ثانية، إضافة إلى وائل سعد صاحب برنامج «احنا بتوع الزيطة».