شركة إنتاج موسيقية لا تنتج أسطوانات! في ظلّ هيمنة الإنترنت وانتشار القرصنة، يطلّ هذا الموقع الإلكتروني حلاً بديلاً: الترويج للفنّانين، من دون الغرق في خسائر سوق الكاسيت
سونيا زين
لا إحصاءات دقيقة عن خسائر العالم العربي موسيقياً، لكن المبيعات لا تغطّي النفقات بأيّ حال، مهما عظم شأن الفنان. هذا ما يؤكده خالد آغا، المدير التنفيذي لشركة «يلا فن» للإنتاج الموسيقي عبر الإنترنت. وهو المشروع الأول من نوعه في العالم العربي، المبنيّ برؤية مستمدة من التجربة الأميركية لمؤسس الشركة، الأميركي من أصل عراقي جو رشو. آغا الذي عمل لعقد ونيّف مديراً للتسويق في «روتانا»، يفهم حاجة السوق والفنانين والمنتجين. ويقول: «ولدت الفكرة نتيجة الأزمة الموسيقية في العالم العربي. فمبيعات الأقراص المدمجة شبه معدومة، كذلك التوزيع، نتيجة القرصنة. وبعد انتشار الإنترنت وسهولة تحميل الأغاني، كان لا بدَّ من الخروج بفكرة، تفيد هذه الصناعة وتنشرها».
وفي ظل تهديدات القرصنة وتفوّق الإنترنت، يرسم آغا صورة قاتمة لعالم الـ«سي دي»: «عصر الـCD ولّى، وبدأ عصر الـ«ديجيتال». أضيفي إلى ذلك أن كل الأجهزة النقّالة، من هواتف إلى كمبيوتر، تتضمّن تقنية الوسائط المتعددة (Multimedia). ما يعني أن الإنترنت سيتحوّل خلال ست سنوات إلى الوسيلة السائدة لكل العلاقات عبر الشبكة العنكبوتية. حتى التلفزيون بدأ يجد طريقه الى الإنترنت».
ويلفت إلى أن «محاربة القرصنة عبر الإنترنت أسهل من محاربتها في السوق»، مشدّداً على أن «التقنية المستخدمة تمنع من يحمل الأغنية من نسخها وإعادة تسجيلها»، مُقرَّاً في الوقت نفسه بأن «القراصنة قد يبتكرون طريقة لكسر ذلك».
لذلك، «لن نطرح أي أقراص مدمجة. فهدف عملنا، الإعلام الجديد (new media)، فالمستقبل لها». ويُذكر هنا أن السعر العالمي لـ«السي دي» يبلغ 0،99 سنتاً. وإذا كان ألبوم ما، لا تتخطى مبيعاته 10 آلاف نسخة، فإنه يبيع على الإنترنت ــــ بحسب آغا ــــ عشرات أضعاف هذا الرقم.
طرحت «يلا فن» أغنية وشريطاً مصوّراً لفنانين معروفين أمثال لطيفة وشمس ورويدا عطية ونيللي مقدسي ومادلين مطر ودينا حايك وميليسا، ووجوه جديدة منها ألين لحود وسعد جمال الدين وDJ OSENE.
وبما أنها موجّهة أساساً إلى شباب الإنترنت، فإنّ لاسم «يلا فن» معنى مزدوجاً: «فترجمتها بالإنكليزية تعني «هيا يا فن»، وكذلك «هيا يا Fan» أو جمهور الفنان الذي نوفر له التفاعل المباشر مع فنانه». فالموقع يعطي المشتركين كلمة الفصل في تقرير مصير الفنانين، من خلال تقويم أعمالهم والتصويت عليها. وينال الفنان الحائز أعلى نسبة أصوات، فرصة لتسجيل وتسويق عمل فني وتصوير فيديو كليب أو اثنين. وعن اختيار شمس دون غيرها، يقول: «تعدّ من الوجوه الجديدة في الخليج، كما تتمتع برصيد فني. هي إثراء لنا، وخصوصاً أنها تثير جدلاً في الوسط... كذلك لطيفة تبقى خارج المنافسة وتستقطب الجمهور، وأيضاً دينا حايك ورويدا عطية فنانتان ناجحتان ولهما جمهورهما»، علماً أنهنّ جميعاً متعاقدات مع «روتانا» لناحية توزيع أعمالهن فقط، ولا تتعارض عقودهن مع العمل مع «يلا فن».
يمكن تحميل الأغاني والفيديو كليبات مجاناً عبر الموقع Yallafan.net، كما يستطيع الفنّانون الاشتراك في الموقع لتسويق أعمالهم، كذلك يحتفظ الفنانون بحقوقهم كاملةً في ما يتعلق بالأعمال التي تسجلها «يلا فن» لمصلحتهم. وبحسب آغا، فإن خطة العمل المعتمدة «تقتضي توفير الأغاني مجاناً عبر موقع «يلا فن» لسنة ونصف سنة، قبل أن تفرض اشتراكات. حقوق الإنتاج والحصرية ستكون للشركة في ما يتعلق بالإنترنت. أما الشريط المصور، «فلا حصرية له. وبإمكان المغنّي أن يوزّعه على المحطات التي يرغب مجاناً». والموقع الإلكتروني؟ يُبنى على ثلاث مراحل، جهزت حتى الآن مرحلته الأولى لتحميل الأغاني والشرائط المصوّرة والاستماع إليها.