صباح أيوببعدما أعلن في أوائل الشهر الحالي عن إعداد وثائقي سيعرض على قناة «الجزيرة» ويتناول تجربة الأسير المحرر سمير القنطار وتفاصيل عملية إطلاق سراحه (راجع «الأخبار» عدد 5 أيلول/ سبتمبر)، نشأت أزمة مهنية بين مخرج الفيلم عبد الله البني و«الجامعة اللبنانية الدولية» LIU. خلفية القضية تعود إلى استعانة المخرج عبد الله البنّي بمشهد تمثيلي لعملية القنطار التي انطلقت من شاطئ المعلية جنوبي مدينة صور. ذلك المشهد كان قد نفّذه طلاب من جامعة LIU كمشروع تخرّج. وكان البنّي قد نزل إلى مكان التصوير وصوّر مشاهد من الفيلم الطلابي. لكن المشكلة تفاقمت بعدما انتهى تصوير الشريط، إذ لم يذكر المخرج مصدر ذلك المشهد التمثيلي وهوية المشاركين فيه، خلال مقابلته مع «الأخبار». شعرت إدارة الجامعة ومجموعة الطلاب بأنّهم «استُغلّوا»، فلم يكن من رئيس قسم الإعلام والتواصل في الجامعة جمال واكيم إلا أنّ أرسل أمس رسالة إلى مكتب قناة «الجزيرة» في بيروت، يطلب فيها «عدم تغطية القناة لعمل البنّي». وشرح تفاصيل المشكلة، مشيراً إلى «إمكان لجوء الجامعة إلى القضاء إذا عُرض الشريط مع المشهد التمثيلي ضمناً». وفي اتصال مع «الأخبار»، قال واكيم: «رحّبنا باستخدام جزء من فيلم التخرّج في وثائقي «الجزيرة»، لأنّ ذلك يضيف إلى خبرة الطلاب، ولكن بشرط ألا يغيب حقّ من أعدّ المشهد إخراجاً (سيرين حسيني) وتمثيلاً (عدي مزهر ويوسف خواجة)... ونحن لم نطلب سوى ذكر أسماء الطلاب الذين نفّذوا العمل». ويردف واكيم موضحاً: «لكن هذا الأمر لم يحصل، لذا لجأنا إلى التصعيد». أما المخرج عبد الله البني، فأكد لنا أنّ «القضية منتهية»، موضحاً أنه «حذف المشهد التمثيلي المذكور خلال المونتاج»، ومؤكداً «بعد إعداد الصيغة النهائية للوثائقي، لم نجد أننا بحاجة إلى هذا المشهد، ولن نعرضه». ويشير البنّي إلى أنّ «الصورة التي نشرتها «الأخبار» مع المقال التقطت المشهد ذاته قبل أن أقوم بحذفه من الشريط»، مستغرباً تطوّر الأمور تصاعدياً ووصولها إلى هذه الدرجة من التأزّم. بقي أن نذكر أن الشريط الوثائقي الذي سيعرض على «الجزيرة» في 9 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، اختار له المخرج أخيراً عنوان «كشف المصير»، على أن يُقدَّم ضمن سلسلة «في الواجهة» التي يعدّها البني، وتعنى بتقديم وثائقيات تناقش قضايا راهنة. وفيه، يعرض خلال 52 دقيقة، مشاهد حصرية ولقطات خاصة من كواليس عملية تحرير القنطار ولحظاتها الأولى، إضافة إلى سرد للمحطات والعقبات التي سبقت العملية. كما سيتناول الفيلم ملف الأسرى من رون أراد إلى ملف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة، في مقابلات مع مسؤولين من حزب الله وأقرباء الأسرى وجنود إسرائيليين وصحافيين عرب وأجانب، من المتخصصين في الشأن العربي ـــــ الإسرائيلي.