أفلام قليلة الكلفة تبحث عن فرصةمحمد خير
تبدو مدهشة جسامة ما أصاب موسم عيد الفطر السينمائي في القاهرة. لقد تغيّر مساره دراماتيكياً، إذا استعرنا لغة السينما. الموسم الذي كان ينتظره الجمهور بفارغ الصبر بعد رمضان {التلفزيوني»، انتابته سكتة خلال الأعوام القليلة الماضية، انتهت به إلى انحدار جديد في الموسم الحالي الذي يبدأ عرضه مساء الثلاثاء. استقرّ المنتجون في العامين الأخيرين على اعتبار موسم الفطر بمثابة امتحان، يختبرون فيه بعض الوجوه المرشّحة للبطولة الصيفية، كما حدث مع ياسمين عبد العزيز ومحمد رجب ومي عز الدين. لكنّ الحال تغيّرت هذا العام: أصبح الموسم القصير فرصةً إنتاجيةً لعرض أفلام متوسطة وقليلة الكلفة، لم تستطع العثور على فرصة للعرض في أتون منافسة الموسم الصيفي الذي تسيّده هذا العام أحمد حلمي (آسف على الإزعاج)، فعادل إمام (حسن ومرقصموسم الفطر السينمائي يصبح ـــــ بهذا المعنى ـــــ أقرب إلى مواسم الخفوضات، إذ يُتخلّص من البضائع التي لم تجد فرصتها في المبيع. وإن كانت الخفوضات تعني أسعاراً أقل، فالموسم الحالي يعني عدداً أقل من دور العرض ومن الأفلام أيضاً. وما يفصح عن تردد المنتجين والموزعين أنّه حتى الساعات الأخيرة، لم يُحدَّد بعد عدد الأفلام التي ستعرض فعلاً. إذ تتأهب للعرض سبعة، لكن لم يتأكد سوى عرض أربعة منها فقط، وينتظر أن ينضم إليها شريط آخر أو اثنان من الأفلام الثلاثة الباقية.
على طريقة {روميو وجولييت»، يقدّم {الزمهلاوية» علاقة حب تواجهها متاعب التعصّب العائلي، لكن بصيغة {كروية» وكوميدية. الفيلم الذي يستعين بضيوف من لاعبي كرة القدم المشهورين، يتناول قصة حب بين شاب وفتاة، ينتمي كلّ منهما إلى عائلة تشجّع فريقي كرة القدم الأكثر شعبية في مصر، وهما بالطبع {الأهلي» و{الزمالك». من هنا، جاء اسم الفيلم دمجاً بين كلمتي {الأهلاوية» و{الزملكاوية». الشريط كتبه عصام حلمي وأخرجه أشرف فايق، يؤدي بطولته عزت أبو عوف وصلاح عبد الله وبشرى وانتصار. ويتوقّع أن يحقق إيرادات جيدة، نتيجة لشعبية لاعبي الكرة المشاركين فيه.
وتبدو أجواء التشويق التي يقدّمها {زي النهاردة» أقرب إلى السينما الأميركية، ربما لأنّ المنتج هو السيناريست محمد حفظي الذي درس في الولايات المتحدة، وقدَّم أفلاماً وُصفت بأنّها جيدة، لكنها بعيدة عن الواقع المصري. هنا، يقدّم حفظي مخرجاً جديداً هو عمرو سلامة في أولى تجاربه التي كتب لها السيناريو أيضاً. الممثلة بسمة هي البطلة: فتاة انتهى حبها الأول نهاية مأساوية بمصرع حبيبها، تتجاوز التجربة القاسية لتدخل علاقة جديدة... لكن شيئاً مريباً يتبدّى تدريجاً. إن تفاصيل علاقتها السابقة وأحداثها تتكرّر، ولا يبدو أنّ أحداً غيرها يلاحظ ذلك. تحاول تجاهل الأمر، لكنها سرعان ما تندفع محاولة منع تكرار النهاية، وإنقاذ حبيبها (أحمد الفيشاوي) هذه المرة.
لكنّ محمد حفظي لا يكتفي بالاشتراك في الموسم كمنتج فقط، إذ يعرض له كمؤلف {آخر كلام» للمخرج أكرم فريد، والمنتج هذه المرة هو محمد السبكي. {آخر كلام» أثار الضجيج قبل أن يُِكتب! إذ كان يفترض أن تلعب بطولته هيفا وهبي، لكنّها رفضت السيناريو فذهب الشريط إلى لبنانية أخرى هي مادلين مطر التي يشاركها البطولة حسن حسني ومنة عرفة. بينما بدأت هيفا تصوير أول أفلامها {دكان شحاتة» مع المخرج خالد يوسف.
ويقدّم خالد الحجر فيلمه التجاري الثالث. المخرج الذي خاض تجربة طويلة مع الأفلام المستقلة والقصيرة، أثار بفيلمه الأوّلين {حبّ البنات» و{ما فيش غير كده»، ضجة واحتجاجات أكثر من الإيرادات. هذه المرة، يعود مع {قبلات مسروقة» من تأليف أحمد صلاح. وينتمي الشريط إلى السينما التي قدّمت عدداً من مشكلات الشباب الاجتماعية في السنوات الأخيرة، تتمحور حول البطالة والكبت الجنسي والتفاوت الاجتماعي، وهو من بطولة أحمد عزمي ويسرا اللوزي ودرة وباسم سمرة، وهو من إنتاج {جهاز السينما».
الأفلام الأربعة السابقة هي التي تأكّد عرضها، بينما ستقرّر اللحظات الأخيرة عرض واحد أو اثنين من الأفلام الآتية، أوّلها {أدرينالين» الذي يعدّ باكورة مخرجه محمود كامل (تأليف محمد عبد الخالق). الفيلم يمزج التشويق بالرعب، ويدور في إطار بوليسي عن ضابط يحقق في جريمة قتل، ويؤدي بطولته خالد الصاوي، وغادة عبد الرازق، وهاني حسين نجم {ستار أكاديمي». والفيلم من إنتاج {الشركة العربية».
الفيلم الثاني هو {شبه منحرف» للمخرج وليد محمود وتأليف سامح سر الختم، ويُعدّ بدايةً متواضعة لقرار جمال مروان دخول مجال الإنتاج السينمائي. إذ إنه أول أفلام شركة {ميلودي بيكتشر»، وهو كوميديا من بطولة رامز جلال وزينة وحسن حسني ونشوى مصطفى. أمّا الفيلم الثالث،»كاريوكي» للمخرج أحمد عويس، من تأليف أحمد عيسى، فهو كوميديا غنائية: من بطولة عدد من الشباب، بينهم شريف مكاي ومنة فضالي وبهاء الكافي وعمر خورشيد.