سناء الخوريفي المقابل، تأخذ الأجساد العارية بُعداً يطبعها بألم إنساني عام يتخطّى الحالة اللبنانيّة. هذا ما يترجمه غسّان تويني في مقدّمته لأعمال رينو حيث يتحدّث عن جهد في التأمّل يتخطّى ذاكرة اليدين إلى «تأمّل فيه واقعيّة مؤلمة ومطبوع بالحنين الذي يظهر من خلال شكل يعكس رموزاً وأفكاراً تعجّ بالحياة والانطلاق». قبل مسيرته الدبلوماسيّة، تأثّر رينو في صغره بالمنحوتات المعروضة في الشارع المجاور لبيت جدّه، كما عمل في شبابه في نحت الخشب فاحترف صناعة الأعمال الخشبيّة، ودرس النجارة الدقيقة. وقبل مجيئه إلى لبنان عام 2001، نحت رينو أنصاف هياكل مراكب، عرضت في منازل فخمة في «نورماندي» و«برتاني»، مكتشفاً قوّة الإيحاء في الأشكال. أمّا أثناء عمله دبلوماسيّاً في لبنان، حيث استقرّ، فالتقى رينو سبّاكاً أرمنيّاً ساعده على إتمام أعماله الأولى من البرونز، منها بعض ما شاهدناه في المعرض، كـ«الأيدي» و«فارفاديت».
بحث باتريك رينو عمّا تخبّئه الأحجار اللبنانيّة الغامضة من ألغاز، وخاصة في شكل الظهر الذي تنطلق منه المنحوتة كلّها. إذ إنّ إتقانه نحت الظهور تفوّق على باقي التفاصيل. ويقول هنا «عندما أبدأ بالظهر، أبني حركة منحوتتي وروحها، تاركاً المجال لمخيلتي لتقترح عليّ ما الذي يخفيه الظهر أيضاً. في الواقع، الظهر يجعلني أحلم، ومنه تولد منحوتتي كلّها.»


«خيالاتي من لبنان» ــــ حتى 9 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل ــــ فيلا عودة، الأشرفية (بيروت)