ياسين عدنان لكن ماذا يفعل درويش وسط كل هؤلاء في ورقة من 300 كلمة؟ أوضح لي الزملاء هناك أنّ المقالة تتحدث عن علاقة الشاعر الراحل بأبي عمار، ورفضه تولي الوزارة في حكومته، وأيضاً قصته مع إيهود باراك الذي كان قد رفض اقتراح وزيرة التربية آنذاك إدراج شعر درويش في المقررات سنة 2000، وكذلك رد فعل إسحاق شامير المتشنج على قصيدة «عابرون في كلام عابر» سنة 1988. أما الباقي فشهادات ذات صبغة تأبينية لكل من الرئيس الفلسطيني والأمين العام لجامعة الدول العربية وآخرين.
لم أفهم كيف يمكننا أن نؤبن شاعراً في مقال من دون أن نستحضر مقطعاً واحداً من شعره؟ ثم هل نحتاج إلى كل هذا الحشد من السياسيين من إسحاق شامير حتى عمرو موسى لنفهم درويش ونُحبَّه. قلت لإيني روكس صحافية الـ«ستاندرد» المختصة في شؤون المغرب وأفريقيا: «يبدو أننا لا نتحدث عن الشخص نفسه. درويش الذي نفتقده اليوم أكبر من مقالة في صحيفة، ولعله أكبر من كل السياسيين الذين أبّنوه لكم». لكن ما العمل؟ الغرب اعتاد اختزالنا كشعوب وقضايا إلى قصص سياسية. وها هو درويش نفسه يذهب ضحية هذا الاختزال.
هل تنتصر القصيدة فعلاً حينما ينهزمُ الإنسان وتُشوَّهُ قضيته؟ أخشى يا دكتور درَّاج أن المعادلة أصعب ممّا نتصور وأكثر التباساً.