إنه الموعد الأول في معبد باخوس هذا الصيف. الفنانة المكسيكية ذات الجذور اللبنانية، ستقدِّمُ استعراضاً مليئاً بالألوان، يجمع بين الغناء التراثي وأنغام الروك، ويدمج بين المسرح والتراث البصري
بشير صفير
بعد مغني البوب ميكا في وسط بيروت، تضرب «مهرجانات بعلبك الدولية» موعداً ثانياً مع الجمهور، لكن في معبد باخوس في القلعة الأثرية هذه المرة. ضيفة «بعلبك» هي الفنانة المكسيكية من أصل لبناني أستريد حدّاد التي وصلت إلى مطار بيروت مساء أول من أمس، وعقدت مؤتمراً صحافياً. وقد حضر اللقاء منظمو المهرجان، على رأسهم مي عريضة، وحشدٌ من الصحافيين. دخلت حدّاد القاعة، واستهلَّت اللقاء بالتعبير عن فرحتها بزيارة أرض الأجداد للمرة الأولى. بادرتها إحدى الصحافيات بالقول إن ملامحها تبدو لبنانية، فردَّت الفنانة بالإيجاب وعلى وجهها بساطة وشفافية وخجل اللاتينيين الفطري المعهود، (على الرغم من أن أستريد ليست ذات ملامح أميركية لاتينية واضحة فحسب، بل يذكّر محيّاها بسكان القارة الأصليين).
تواضع الفنانة المكسيكية جعل الجو حميماً، كاسراً برودة الجدية المخيمة في صالون الشرف. وقد انهالت عليها الأسئلة الشخصية التي وصلت حدّ التطفل. فأبدت عريضة انزعاجاً، ألحقته بملاحظة مبطنة للسائل. أما أستريد فظلت رحبة الصدر ولم تتذمر قط.
بدأت حدّاد مسيرتها الفنية كمغنية وممثلة مسرحية، ثم ابتكرت نموذجاً فريداً من العرض الفني «هافي نوبل» (Heavy Nopal) الذي يجمع الغناء المكسيكي الشعبي والمدارس النغمية والإيقاعية اللاتينية، وبعض الأنماط من الجار الأميركي («روك أند رول»)... بالمسرح والأزياء التي تستوحيها من رسوم فريدا كاهلو. فباتت أيقونة مكسيكيّة تحمل رسالة سلام وفرح.
قدّمت عروضها التي تصمّم أدق تفاصيلها، في جميع أنحاء العالم. وعرض «بعلبك» الذي سبق أن قدّمته في بلدان عدة، يتضمَّن خمس عشرة أغنية، كلٌ منها تحكي قصة فريدة، قالت حدّاد إنها ستشرحها قبيل تقديمها، حتى يصل المعنى المراد منها إلى الجمهور. وتقوم أستريد بإعداد أغنيات من التراث المكسيكي، فتضيف إليها ما يخدم العرض، وترافقها فرقة موسيقية من أربعة عازفين يتولى كلٌ منهم العزف على أكثر من آلة، بعضها تراثي لاتيني أو مكسيكي (ماراكاس، وغيتار مكسيكي يسمى «فيويلا/ Vihuela) وبعضها رائج (بيانو، وأكورديون، وساكسوفون، وفلوت، وباص كهربائي...).
وفي ختام المؤتمر، دعت أستريد جميع الحاضرين، من منظّمين وصحافيين ومصوّرين، إلى بيتها في المكسيك إذا زار أحدهم بلدها يوماً. دعوة جدية من أهل الجنوب المضيافين والمحبين للناس، ولو أن الجميع ابتسم لما رأى أنّه «مزحة»!


غداً، السابعة النصف في قلعة بعلبك
للحجز والاستعلام: 9611373150+/
www.baalbeck.org.lb