رام الله ــــ نائلة خليلتحوّلت صناديق التفاح الجولاني الشهير إلى مسرح ستقام عليه فعاليات مهرجان «إلى الجولان» الذي انطلق أمس في ساحة المغاريق، وسط قرى الجولان السوري المحتل، ويستمر عشرة أيام، علماً بأنّ المهرجان هو تنظيم «مركز خليل السكاكيني» و«مؤسسة عبد المحسن القطان» من رام الله، و«مركز فاتح المدرس للفنون والثقافة» من الجولان.
لم يجد القائمون على المهرجان أفضل من صناديق التفاح الذي تشتهر به الجولان لبناء المسرح الذي سيحتضن أول مهرجان فني ثقافي يقام في الجولان. وستشارك في المهرجان فرق موسيقية ومسرحية، وأفلام فلسطينية، وستقام عروض للفن التشكيلي، وأمسيات شعرية لعدد من الشعراء الفلسطينيين، أبرزهم زكريا محمد، هلا الشروف، زياد خداش، محمود أبو هشهش من رام الله، والشاعر بشير شلش من الجليل، إضافة إلى تنظيم ورشات فنية للمشاركين.
عبد المعطي الجعبة، مدير مركز خليل السكاكيني، يرى أنّ الهدف من مهرجان «إلى الجولان» هو التواصل وكسر العزلة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الجولان من جهة، وعلى المدن الفلسطينية من جهة أخرى». ويبدو أن تنظيم مهرجان في الجولان كان الخيار الأصعب للمنظمين الذين ما زالوا حتى لحظة كتابة هذه السطور يعيشون حالة قلق وترقّب، في انتظار الحصول (غير المؤكّد) على تصاريح لـ120 مشاركاً... فالأمر مرهون بمزاجية المحتل الإسرائيلي. وكان «مركز السكاكيني» و«مؤسسة القطان» قد نظّما أسبوعاً ثقافياً، العام الماضي، في رام الله تحت عنوان «من الجولان»، شمل عروضاً مسرحية وثقافية ومعارض فن تشكيلي ونحت لفنانين من الجولان.
ويقول ياسر خنجر من «مؤسسة فاتح المدرس»: «نعاني من مشروع أسرلة يعززها الحرمان وحالة العزلة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي علينا. لدينا حاجة ملحة إلى تعزيز الهوية والانتماء للأرض والتعاطي مع الفنون والفعاليات الثقافية التي تعزز هذه القيم». ويُحسب للمهرجان أنّه غير مدعوم من أي جهة خارجية، ولا يتقاضى المنظّمون والمبدعون أي مقابل لمشاركتهم، ما دفع عبد المعطي الجعبة إلى هذا الاستنتاج: «إنّ كمّ المشاركة التطوعية الذي لمسناه في هذا المهرجان، يؤكد أننا نستطيع أن نصنع ثقافة من دون دولارات المانحين».