صباح أيوبماذا يحصل على موجات الـFM اللبنانية؟ وهل بات «الهواء» سائباً إلى هذا الحدّ؟ «هنا الـBBC»، يكرّر المذيع بعد كل فاصل. هنا الـ«بي بي سي» فعلاً، وهذه برامجها ونشراتها تبثُّ على امتداد ساعات النهار، إنما على موجة 93،1 FM اللبنانية التابعة لإذاعة «صوت لبنان». ولكن أين المشكلة في ذلك؟ في الواقع، يُعدّ هذا البثّ الجديد خارج إطار الاتفاق المشترك الذي وقّعته «هيئة الإذاعة البريطانية» مع الإذاعة اللبنانية منذ سنوات، والذي يعطي لـBBC ساعتين في اليوم فقط من هواء «صوت لبنان». و93،1 FM هي الموجة التي تغطي الإذاعة اللبنانية عبرها إرسال البقاع وجزء من سوريا، كما يوضح موقعها الإلكتروني... لكن الواقع يقول غير ذلك.
ذلك أن المستمعين اللبنانيين اكتشفوا فجأة أن باستطاعتهم التقاط بث «هيئة الإذاعة البريطانية» بكل سهولة ووضوح، ولـ24 ساعة في اليوم على موجة تابعة لمحطة محلّية. فكيف أصبحت الـ«بي بي سي» مالكة هواء وموجة لبنانية؟ ومنذ متى؟ وهل هي مرخّصة؟ ولماذا لم يعلن عن هذه الخطوة بعد؟
من الجانب البريطاني، تبدو المعلومات غير أكيدة أو غير واضحة حتى بالنسبة إلى مدير القسم العربي في «هيئة الإذاعة البريطانية» في لندن، حسام السكري الذي بدا، في اتصال مع «الأخبار»، غير مطّلع على الأمر، ولم يملك إجابات دقيقة عنه. أما من الجانب اللبناني، فقد أكّد لنا سيمون الخازن، المدير العام لـ«صوت لبنان» التي تبث على موجة 93،3 FM، أنه «بعد تجربة ناجحة للـ«بي بي سي» مع «صوت لبنان»، قررت الإذاعة اللبنانية منح هذا التعاون فرصة أكبر، عبر إعطاء المحطة البريطانية بثّاً لـ24 ساعة في اليوم». وأوضح أنّ «الفترة تجريبية ستمتد على 3 أشهر على أن يتَّخذ بعدها القرار النهائي». وعند السؤال عن كيفية تأجير الهواء إلى BBC وشرعيته، جزم الخازن «بعدم حصول أي بيع أو تأجير للموجة»، وشدّد على شرعية البثّ مئة في المئة «لأن الإنكليز لا يقبلون بأي مخالفة في هذا المجال»! أما عن توصيف ما يجري اليوم على هواء المحطّة، فيضع خازن الأمر بخانة «التعاون المشترك بين المحطتين... وهو أمر طبيعي في عصر الانفتاح على الآخرين».
لكن الناحية القانونية لهذا «الانفتاح»، تدحض كل ما حاول الخازن تأكيده. ذلك أن عبد الهادي محفوظ، رئيس «المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع» يرى كل ما يجري على أثير «صوت لبنان» حالياً، «أمراً غير مسموح به». فقانونياً، يجب على أي محطّة أن تخضع لقوانين البث الإذاعي ولدفتر شروط محدد ورسمي. وبناءً على توصية من المجلس، تمنح الحكومة ترخيصاً بالبثّ.
ويعترف محفوظ بأنّه في الماضي حصل «تغاض» عن بعض الأمور التي تتعلقّ بمنح تراخيص لتعاون بين محطات لبنانية وأجنبية. لكنه يؤكّد على المباشرة «بتحضير جردة عن المخالفات الإعلامية وعرضها على وزارة الإعلام، والبتّ بشأنها نهائياً، في وقت... قريب».