نوال الزغبي وعاصي الحلاني وكاظم الساهر وصباح فخري ولطيفة... يجتمعون في سوريا هذا الشهر، لتنشيط الموسم السياحي. لكن، هل يكفي حشد النجوم وحده، لإنجاح حفلات الصيف؟
منار ديب
فيما انتهت فعاليات مهرجان القلعة والوادي في محافظة حمص، ومهرجان ليالي موسيقى العالم في قلعة دمشق الذي نظمته احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، انطلقت في اللاذقية قبل يومين فعاليات الدورة التاسعة عشرة لـ«مهرجان المحبة ـــــ مهرجان الباسل» بعرض افتتاحي بعنوان «من الأزل إلى الأبد». كذلك افتتحت أول من أمس في قلعة دمشق حفلات «تحية إلى نزار» برعاية وزارتي الثقافة والسياحة. وتنطلق فعاليات المهرجان الفني لمعرض دمشق الدولي بعد أيام، وتستمرُّ لمدة شهر. وتجيء هذه المهرجانات في ذروة الموسم السياحي الذي سيكون قصيراً هذا العام نظراً إلى اقتراب شهر رمضان. وقد مر الشهر الماضي، من دون أن تلحظ كثافة سياحية في البلد، وهي غالباً تأتي من الخليج، إذ بالكاد نستطيع أن نلمس وجوداً للخليجيين في شوارع دمشق.
ويبدو أن الهدف الرئيسي لهذه المهرجانات سيكون المواطن السوري، فمهرجان «المحبة» انتقلت مسؤولية تنظيمه إلى محافظة اللاذقية، وهو يتخذ طابعاً محلياً ومناطقياً. فالفنانون الذي سيحيون حفلاته هذا العام هم السوريون وفيق حبيب وعلي الديك ومحسن غازي وحسام مدنية ونورا رحال، إضافة إلى فنانين عرب كرضا ونوال الزغبي وعاصي الحلاني وسعدون جابر وديانا كرزون. أما «تحيّة إلى نزار» الذي أُعلن فجأة، فيشارك فيه فنانون غنوا من أشعار نزار قباني كأصالة (أول من أمس) وكاظم الساهر (الليلة)، في حفلة يحضرها ضيفا شرف، هما نجاة الصغيرة وخالد الشيخ (مشاركة من دون غناء). كما يغني هاني شاكر يوم 6 آب (أغسطس)، وتتبعه لطيفة في الثامن من الشهر الحالي، ثم عاصي الحلاني في حفلة اليوم التالي. وهذه التظاهرة من تنظيم الشركة السورية للسياحة التي تأسست حديثاً، وهي تتبع لوزارة السياحة. ومن أهدافها تشجيع السياحة الداخلية، علماً بأن ثمن بطاقات هذه الحفلات يتراوح بين 5000 ليرة سورية (100 دولار)، أي ما يعادل نصف راتب موظف، و1500 ليرة (30 دولاراً). في المقابل، سيقدم المهرجان الفني لمعرض دمشق الدولي، حفلات مجانيّة في أرض المعرض الجديد على طريق المطار. والمهرجان الذي لم يأتِ متزامناً مع افتتاح المعرض (من 15/8 ـــــ 22/8)، سيشهد الكثير من الحفلات. كذلك ستقام حفلات أخرى مأجورة على مسرح المعرض القديم في قلب دمشق، وستكون أسعارها متدرجة ومقبولة كما وعد المنظمون. ويشارك في هذه الأمسيات فنانون سوريون وعرب وفرق محلية وعالمية، كصباح فخري (13 و14 الشهر الحالي) ورويدا عطية وهويدا ولينا شاماميان ووفيق حبيب (من سوريا)، وفارس كرم وفضل شاكر وأيمن زبيب وريان (من لبنان)، وفرقة «إنانا» السورية التي ستحيي أمسيات الخمسة أيام الأولى بعرض «صقر قريش»، إضافة إلى مجموعة من الفرق مثل فرقة «أورنينا» وفرقة «أرابيا» وفرقة الفولكلور الجورجي وفرقة «مي لا سي» الأردنية وفرقة «آرام» السورية وفرقة «إسطنبول يلوة» وفرقة «أجراس العودة» الفلسطينية.
وكان الكاتب إسماعيل مروة قد دعا في مقال له بعنوان «في سوريا لا مكان للسوريين»، في صحيفة «الوطن» الخاصة القريبة من الحكومة، إلى إشراك المزيد من الفنانين السوريين في المهرجانات الكثيرة. وهو عاد للموضوع نفسه في مقال آخر «مهرجانات ولكن»، متسائلاً عن الجدوى الاقتصادية والفكرية للمهرجانات.
من ناحية أخرى، التقى رئيس الوزراء محمد ناجي عطري أخيراً بالأمينة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية حنان قصاب حسن، مؤكداً خلال اللقاء، حسب ما ذكرت صحيفة «تشرين» الرسمية، أهمية «إغناء فعاليات الاحتفالية وإثرائها بما يبرز الوجه الحضاري لسوريا ويرسخ عُرى التواصل والتضامن العربي ويعزز من مكانة الثقافة العربية والدفاع عن هويتها القومية ورسالتها الحضارية والإنسانية».‏
وكانت الاحتفالية قد ألغت إقامة مهرجان للأغنية العربية في دار الأوبرا في أيار (مايو) الماضي. وكان من المقرر أن يشارك فيه كل من صباح فخري، ولطفي بوشناق، ووديع الصافي، وعبد الله الرويشد، وذلك بعدما أُعلن منذ انطلاق الاحتفالية مطلع العام، حين وعدت الأمانة العامة أيضاً بإقامة عدد من الأسابيع الثقافية العربية، وهو الأمر الذي تقوم به وزارة الثقافة حالياً، فقد أقامت أسابيع أردنية وكويتية وجزائرية، وأخيراً الأسبوع الثقافي المصري الذي افتتح الثلاثاء الماضي، وتتضمن هذه الأسابيع حفلات فنية، لكنها لم تستطع أن تستقطب جمهوراً كبيراً. ويؤخذ على الاحتفالية اهتمامها بما هو عالمي على حساب العروض المحليّة والعربيّة.