صباح أيوبلم تنتهِ بعد فصول «شدّ الحبال» بين إسرائيل وقناة «الجزيرة» القطرية. بعد 15 يوماً على توجيه رئيس المكتب الصحافي الحكومي في إسرائيل داني سيمان، تهديداً بمقاطعة قناة «الجزيرة» على خلفية «احتفالها بتحرير الأسير اللبناني سمير القنطار واستقباله كبطل» (راجع «الأخبار» عدد 24 تموز / يوليو 2008)، نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس مقالاً ليوآف شتيرن بعنوان «الجزيرة تعترف بانتهاكها آداب المهنة باحتفالها بالقنطار». وأكد شتيرن أنّ «هآرتس» حصلت على نسخة من رسالة رسمية موقّعة من المدير العام لـ«الجزيرة» وضّاح خنفر، يقول فيها إنّ «عناصر من البرنامج الذي احتفل بسمير القنطار شكّلوا انتهاكاً لآداب المهنة الخاصة بالمحطة». وذلك في إشارة إلى برنامج «حوار مفتوح» من إعداد وتقديم غسّان بن جدّو الذي خصّص حلقتين لعميد الأسرى، بعيد خروجه من المعتقل. وأضاف خنفر ــــ وفق المقال ــــ أنه «سيأخذ هذه الانتهاكات على محمل الجدّ وسيكلّف مسؤول البرامج باتخاذ الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرارها لاحقاً»، علماً بأن المقال الذي نشر على موقع الصحيفة الإلكتروني، قد أُرفد بشريط مصوّر (من «ميمري TV»)، يعيد بثّ أجزاء من حلقة «حوار مفتوح» (بتاريخ 19 تموز / يوليو 2008)، ويظهر فيه بن جدّو والقنطار يقطعان قالب حلوى، احتفالاً بعيد ميلاد الأسير المحرر. والموضوع لم ينتهِ عند «هآرتس» بل وصل إلى «رويترز» التي نقلت الخبر، وأشارت إلى صدور بيان عن «الجزيرة» بذلك، من دون ذكر أي مصدر.
وفيما امتنع مكتب «الجزيرة» في بيروت عن التعليق على الموضوع، أوضح أيمن جاد الله، نائب رئيس تحرير القناة لـ«الأخبار»، أنّ ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية هو «عارٍ من الصحة ولا أساس له مطلقاً»، نافياً أن يكون المدير العام ــــ الموجود حالياً خارج البلد ــــ قد اعتذر بأي طريقة من الطرق أو بعث بأيّ رسالة إلى إسرائيل. أما عن كيفية ردّ «الجزيرة» على الصحيفة، فقد أشار جاد الله إلى أنّهم لا ينوون إصدار بيان أو تكذيب، «لأن القناة تعوّدت على الأكاذيب التي تحاول إسرائيل بثّها منذ فترة، والتي من شأنها أن تزعزع صورة الفضائية ». وأضاف: «الإسرائيليون غير راضين عن أداء المحطة، وخصوصاً بعد عدوان تموز». وكان المكتب الصحافي الحكومي الإسرائيلي قد أعلن أول من أمس قراره بوقف توفير أي خدمات لقناة «الجزيرة»، على أثر اللقاء الاحتفالي الذي أجرته القناة مع القنطار. وفي هذا الإطار، التقى سيمان مدير مكتب القناة في فلسطين المحتلّة وليد العمري، وقدم له رسالة تقضي «بعدم توفير الخدمات الصحافية لهم». وقال سيمان، عقب تسليم الرسالة، لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «لا يخطر في بال أحد أن تستمر الحكومة الإسرائيلية في توفير الخدمات للقناة التي تمجّد قاتل شرطي إسرائيلي وعائلة تضم طفلة عمرها أربع سنوات». كما كشف عن نيّته تقديم توصية إلى وزارات الحكومة ومؤسساتها بمقاطعة «الجزيرة».