بعد وسط بيروت، وفاس، و«القدس»، و«قرطاج»... تعود الليلة إلى جمهور «بيت الدين»، فأي مفاجآت تُخبّئها لنا مطربة «الحب والوفاء»؟
جورج موسى
«لو أحيَت حفلةً كل ليلة، لما انفضَّ عنها الجمهور»... عبارة أطلقها أحد الصحافيين ذات مرة، متسائلاً عن سرّ نجاح حفلات ماجدة الرومي التي غابت سبع سنوات عن الساحة ــــــ قبل طرح ألبوم «اعتزلت الغرام». ومع ذلك، بقيت تحيي الأمسيات، وتجول بين القاهرة والجزائر والدوحة وبيروت. فصاحبة الصوت الماسي، عرفت كيف تحوّل كل لقاء مع الجمهور، إلى مناسبة لمناجاة الوطن والحبيب. تراها حاضرة في جميع اللحظات الوطنية والمناسبات السعيدة والحزينة: غنت في «كازينو لبنان»، وسط الظروف الصعبة، في نيسان (أبريل) 2007، داعيةً اللبنانين إلى النهوض من «تحت الردم». ثم أطلَّت قبل شهرين في وسط بيروت ـــــ بعد مؤتمر الدوحة ـــــ لتؤكد أننا «سوف نبقى». انطلقت بعدها إلى المغرب، وقدمت «أنشودة السلام» في «مهرجان الموسيقى العريقة»، في مناسبة مرور 1200 عام على تأسيس مدينة فاس. و«من بيروت إلى القدس تحية»، افتتحت عبر الأقمار الاصطناعية، مباشرة من لبنان، مهرجان «القدس 2008» الذي أقيم في ذكرى مرور 60 عاماً على النكبة. كذلك صنعت الحدث في «قرطاج» قبل أيام، مع نحو 15 ألف شخص، ضاقت بهم مدرجات المسرح الأثري. غنَّت لبنان وتونس، وأهدت «نشيد الحب» لروح يوسف شاهين الذي خاضت معه تجربتها السينمائية «عودة الابن الضال» علماً بأنها أعلنت أخيراً عودة قريبة إلى السينما.
وصوت ماجدة الرومي الذي «تحدّى الصمت» و«أسقط القناع»، سيصدح الليلة في «بيت الدين». الفنانة التي تمثّل النجومية اللبنانية في المهرجان العريق، تعود إلى خشبة هذا المسرح، في حفلة نفدت معظم تذاكرها. وهي، قد تغني «الحب والوفاء»، وتطلق «أغنية السلام» لمحمود درويش، وتستعيد أعمالاً من أرشيفها الطويل... لكنّ الحسّ الوطني سيبقى غالباً.
وبعيداً من السياسة، تتميز ماجدة الرومي بكونها أدخلت الأداء الأوبرالي إلى أغنياتها. كما خاضت تجارب متنوعة من والدها حليم الرومي والياس الرحباني وعبد الرب إدريس وكاظم الساهر، وغسان تويني ونزار قباني وسعيد عقل... وصولاً إلى ملحم بركات وجان ماري رياشي ومروان خوري مع ألبومها الأخير «اعتزلت الغرام». وفي هذا الشريط، كسبت الرهان وكرَّست حضورها وسط موجة أغنيات الفيديو كليب، مؤكدة أن الجمهور لا يزال متعطشاً لفن جميل، ينزل من رفوف النخبة وينتشر في سرعة البرق بين الصفوف الشعبية.
نعم، الأغنية الملتزمة ما زالت تتمتع بشعبية في العالم العربي... واسألوا الليلة جمهور «بيت الدين»!
للاستعلام:
9611373430+
www.beiteddine.org