رواية إبراهيم نصر الله قريباً على الشاشة

يتزامن بدء تصويره مع الذكرى الستين للنكبة، ويعرض في رمضان 2009: في المسلسل الذي ينتجه حاتم علي، رصدٌ لتاريخ فلسطين أيام الاحتلالات العثمانية والبريطانية والإسرائيلية... واستكمال لمشروع انطلق مع «التغريبة الفلسطينية»

منار ديب
ما إن أنهى المخرج حاتم علي تنفيذ مسلسل «صراع على الرمال»، حتى أعلن عن تحضيره مسلسلاً جديداً. وقد عقد أخيراً في العاصمة الأردنية عمان مؤتمراً صحافياً لإطلاق مشروع «زمن الخيول البيضاء»، المأخوذ عن رواية الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله. والمسلسل من إنتاج شركة طارق زعيتر، وتنفيذ شركة «صورة» التي يملكها المخرج حاتم علي.
حضر المؤتمر، إلى جانب المنتجين طارق ومحمد زعيتر والمنتج المنفذ والمشرف العام على العمل المخرج حاتم علي، الروائي إبراهيم نصر الله، وكاتب السيناريو غازي الذيبة الذي أوضح أنه أنجز عدداً من الحلقات. فيما لم تعرف إلى الآن هوية المخرج الذي سيتولى إنجاز العمل.
من جهته، أعرب المخرج حاتم علي عن سعادته وتفاؤله بهذا العمل الذي رآه نقلة في مجال الأعمال التلفزيونية العربية التي تناولت القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن المسلسل ينتهي من حيث بدأ عمله السابق «التغريبة الفلسطينية». لذا، هما يمثّلان معاً، إضافة إلى أعمال أخرى، مشروعاً متكاملاً يسعى إلى تناول القضية الفلسطينية من جانب إنساني، وإبعادها عن منحى الشعارات السياسية والأيديولوجية. ويجيء بدء تصويره «زمن الخيول البيضاء» متزامناً مع الذكرى الستين لنكبة فلسطين، على أن يكون جاهزاً للعرض في رمضان السنة المقبلة، بالتزامن مع الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009. علماً بأن المسلسل يستند إلى رواية ملحمية، ترصد التاريخ الفلسطيني في مراحل الاحتلالات العثمانية والبريطانية والإسرائيلية. وقد رصدت له ميزانية ضخمة، إذ سيتطلب تصويره بناء قرى بكاملها، وتوفير الإمكانات كلها لنقل الحقيقة التاريخية بأمانة.
شركة «صورة» التي أسسها المخرج السوري البارز نهاية العام الماضي، كانت قد انطلقت مع تنفيذ المسلسل البدوي التاريخي الكبير «صراع على الرمال» الذي تنتجه مؤسسة «دبي للإعلام»، عن قصة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، وسيناريو هاني السعدي، وإخراج حاتم علي. وهو أيضاً يتميز بميزانية غير مسبوقة تصل إلى 6 ملايين دولار، وينتظر عرضه على قناة «دبي» الفضائية هذا الموسم الرمضاني. وينطلق العمل من مناخات بدوية تعود إلى نهاية القرن الثامن عشر في شبه الجزيرة العربية، تنسجها مصائر أشخاص مختلفين، يجمعهم الحب وتفرّقهم الحرب. ويشارك في بطولته نخبة من الممثلين السوريين والعرب، بينهم: تيم حسن، وصبا مبارك، وعبد المنعم عمايري، وباسل خياط، ومنى واصف، وطلحت حمدي، وقمر خلف، ورنا أبيض، ونضال نجم...
من هنا، قد يبدو الانطباع الذي خلّفه الظهور المفاجئ لـ«صورة»، كشركة أُسّست خصيصاً لتنفيذ «صراع على الرمال»، انطباعاً خاطئاً. ذلك أن حاتم علي خالف التوقعات، وها هي الشركة تدخل في تنفيذ عمل كبير آخر: «زمن الخيول البيضاء» الذي تقف وراءه شركة يزداد حضورها قوة في الساحة الدرامية السورية. فـ«شركة طارق زعيتر» أنتجت أخيراً «يوم ممطر آخر» لرشا شربتجي، وتنتج «لورنس العرب» لثائر موسى، و«زهرة النرجس» لرامي حنا.
لكن حاتم علي مع شركة «صورة» وصل أخيراً إلى الإنتاج المباشر، من خلال مسلسل «طوق الياسمين» الذي انطلق تصويره قبل مدة وجيزة، وقد يعرض في رمضان 2008 إذا انتهى تصويره قريباً. و«طوق الياسمين» هو العمل الأول للمخرج الشاب محيي الدين علي، ومن تأليف المخرج زهير قنوع، الذي كانت له تجربة في الكتابة الدرامية في مسلسل «أهل الغرام» الجزء الأول، بالاشتراك مع لبنى حداد. والإشراف العام للمخرج حاتم علي أيضاً.
فهل ينتقل صاحب «الملك فاروق» إلى دور مشابه لدور المخرج هيثم حقي في «أوربت» (يدير قسم الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في الشبكة)؟ علماً بأن حاتم علي لا يتولى الإدارة الفنية فحسب، بل هو صاحب الشركة. لذا، لا يقتصر دوره على دعم مخرجين جدد، على رغم أنه وصل إلى قدر من النضج، يتيح له أن يكون صاحب مدرسة في الإخراج، بل قد تكون هذه الشركة فرصة حقيقية لتحقيق تصوراته الخاصة كمخرج. وذلك بعيداً من الإكراهات الإنتاجية، وخصوصاً أن اسمه بحدّ ذاته قد تحوّل إلى ضمانة تسويقية.


«طوق الياسمين»

يتناول «طوق الياسمين» الذي تنتجه شركة «صورة»، واقع المرأة في المجتمع الشرقي، متابعاً مصائر عدد من الفتيات اللواتي يصلن إلى النهاية ذاتها. ويشارك في البطولة باسل خياط، وسلافة معمار، وخالد تاجا، وعبد المنعم عمايري...


شاعر البادية سعدون العواجي

بعد انتشار موجة المسلسلات التاريخية البدوية، ها هو المخرج نذير عواد يختار بادية تدمر لتصوير معظم مشاهد عمله التاريخي البدوي الرمضاني «سعدون العواجي». يروي المسلسل سيرة الشاعر والفارس سعدون العواجي الذي عاش في منطقة نجد، شمالي الجزيرة العربية، بين عامي 1750 و1825. وأكد الفنان رشيد عساف الذي يقوم بدور سعدون العواجي، أن هذا العمل فتح الباب واسعاً أمام بعض الممثلين السوريين المغمورين لإبراز مواهبهم، لافتاً إلى أن المسلسل يسلّط الضوء أيضاً على صلات القربى بين القبائل في البادية السورية والجزيرة العربية. يشارك في «سعدون العواجي» حوالى 120 ممثلاً سورياً وعربياً. ومن المنتظر أن تُعرض حلقاته الثلاثون في الموسم الرمضاني المقبل على عدد من الفضائيات.