صباح أيوبليلة الأحد الماضي، حلَّ زافين ضيفاً على نجاة شرف الدين في برنامج «ترانزيت» («أخبار المستقبل»)، وناقش مع شيرلي المر (otv) ورشا الأطرش («السفير»)، موضوعية الإعلامي في البرامج الاجتماعية. يومها، تحدث عمّا سمّاه «حلم التجرّد»، وأشار إلى أن «كلّ محطّة لها سقف، ويجب أن نخضع له». ولم ينتظر زافين كثيراً حتى أثبت أنّ التجرّد هو فعلاً «حلم»، وذلك في اليوم التالي لـ«ترانزيت»، في حلقة «سيرة وانفتحت» التي حملت عنوان «نازحون خارج الحدث». أوهم زافين مشاهديه، من خلال عنوان حلقته، أنه سيلتقي نازحي منطقتي باب التبانة وجبل محسن بعد المعارك التي شهدتها المنطقتان، وأنه سيسلّط الضوء على «جرحهم»، ويعيدهم إلى «قلب الحدث»! استغلّ موضوعاً مثيراً وحامياً كعادته (على حدّ اعترافه في «ترانزيت» أيضاً)، ليلفت الانتباه إلى برنامج بهتت حلقاته بعد سنوات من البثّ. وهكذا، جاءت الحلقة بأكملها على شكل شريط دعائي طويل لـ«مؤسسة الحريري»، فغاب النازحون عن الحدث... والحلقة.
أطلّ زافين من شباك مدرسة «النموذج الرسمية للبنين» في طرابلس التي لجأ إليها نازحو باب التبانة، وبثّت الحلقة مباشرة من هناك. النازحون كانوا هناك إذاً، لكن من تابع الحلقة لم يرهم لأنهم بقوا في العتمة. جلّ ما خُصّص لآرائهم ومعاناتهم من ساعتي البثّ كان دقائق معدودة، عبّر من خلالها 4 نازحين عن «شكرهم وامتنانهم لمؤسسة الحريري». أما الحلقة برمّتها فتمحورت حول «مؤسسة الحريري الصحية» وخدماتها وتوسّعها وإنجازاتها. الضيوف: منسّق قطاع الشباب في «تيار المستقبل» ــــ فرع الشمال و«أركان مؤسسة الحريري الصحية». الوثائق: أفلام دعائية عن فروع المؤسسة في المناطق. والحدث: افتتاح نازك الحريري عيادات جديدة تابعة لـ«مؤسسة الحريري» وقيامها بجولات تفقّدية على المراكز. أما مفاجأة السهرة: فكانت إرسالها شهادات تقدير وشكر إلى «أركان المؤسسة» الضيوف، ما أضفى أجواءاً احتفالية على اللقاء.
أين النازحون؟ أين معاناتهم؟ ما مصيرهم؟ مما يشكون؟ أين الدولة؟ أين الإعلام؟ أسئلة أجاب عنها زافين بعنوان واحد: «شكراً مؤسسة الحريري».