يطلُّ علينا هذا الموسم في عملين تاريخيين: في «قمر بني هاشم» الذي يروي السيرة النبوية، هو جعفر بن أبي طالب. وفي «أبو جعفر المنصور»، يتولى الخلافة على أثر وفاة عمه هشام بن عبد الملك. بعدها، ينتقل الممثل اللبناني إلى القاهرة لتصوير الجزء الثاني من «لحظات حرجة»
باسم الحكيم
يحجز عمّار شلق موقعه على شاشة رمضان منذ سنوات، من دون أن يغيب عن الدراما المحليّة. وفيما اكتفى بالمشاركة في مسلسل واحد كل عام ـــ غالباً مع المخرج نجدت أنزور ـــ يطلُّ هذا الموسم في مسلسلين، أوّلهما عن السيرة النبويّة الشريفة في «قمر بني هاشم» (كتابة محمود عبد الكريم وإخراج محمد الشيخ نجيب) على LBC، والثاني عن مؤسّس الدولة العبّاسيّة «أبو جعفر المنصور» (كتابة محمد البطوش وإخراج التونسي شوقي الماجري) على «الجديد». كما حرص قبل حلول رمضان على الانتهاء من تصوير مسلسل «خطوة حب» من سلسلة «حكايات» (كتابة شكري أنيس فاخوري وإخراج فيليب أسمر). وبعد عيد الفطر، سيطير عمّار إلى القاهرة حيث سيصوّر الموسم الثاني من «لحظات حرجة» مع المخرجين شريف عرفة، وأحمد صالح، ومريم أبو عوف، عمرو عرفة وعلي إدريس.
وبين هذه الأعمال الدراميّة اللبنانية والعربيّة، يؤدي عمّار شلق أربع شخصيّات مختلفة. ففي «قمر بني هاشم» الذي أنتجته قناة «ساهور» السودانية ونفذته شركة «بانا» السورية، وهو جعفر بن أبي طالب ابن عم الرسول الذي فقد ذراعيه وقدميه في «معركة مؤتة» قبل أن يستشهد. يقول شلق: «لفتتني الشخصية، لأن جعفر هو أول من قام بحوار الحضارات أيّام الدعوة الإسلامية، بين الحضارتين المسيحية والإسلامية. وله أثره وحضوره المميّز في التاريخ العربي والإسلامي». أما في «أبو جعفر المنصور»، فهو الشاعر الوليد بن يزيد الملقب بأبي العباس الذي تولى الخلافة بعد وفاة عمه هشام بن عبد الملك، في نهاية العصر الأموي. يعرب عن سعادته بالتناقض بين الشخصيتين اللتين يجسدهما، ويثني على عمل مخرجي العملين. ويقول: «كنت أنتظر فرصة الوقوف أمام كاميرا شوقي الماجري الذي يبرع في التوأمة بين النص والصورة بطريقة سلسة. وكذلك بالنسبة إلى محمد الشيخ نجيب، القادر على عصرنة النص الدرامي مهما كان جافاً».
فور انتهاء رمضان، سيطل علينا في شخصيّة الأديب والإعلامي نزار خالد مع ملكة جمال لبنان السابقة نادين نجيم في «خطوة حب». ويوضح أن: «قدري أن أمثل دوماً مع أشخاص يخوضون تجربتهم الأولى. ونادين تدرك كيفية التعاطي مع الكاميرا وكأنها ممثلة محترفة». ويكشف أن «المخرج فيليب أسمر موهبة واعدة، سيساعده تأثره بالسينما الأميركيّة كثيراً». لكنه، في المقابل، يرى تجربته الإخراجية الأولى «سيفاً ذا حدين. فهو لا يملك الخبرة المطلوبة. إنما قد يسعفه تركيزه المضاعف لإثبات نفسه مخرجاً متميزاً». وتبقى مشكلة أخيرة تتمثَّل في إيجاد الحلول للمشكلات الإنتاجيّة في لبنان: «فنحن لا نصوّر في استديوهات ضخمة، توفر لنا النوعية المميزة».
الكلام عن المشكلات الإنتاجيّة والدراما العربيّة، يعيدنا إلى بدايات عمّار شلق ودخوله سوق الدراما العربيّة عام 1996، يوم انطلق مع المخرج نجدت أنزور في «أوراق الزمن المر» ثم «رماد وملح» مع هيثم حقي. يصف التجربتين بـ«أنهما عرّفتا المخرجين العرب بي، يوم كان لدى المخرج العربي صورة مبهمة عن الممثل اللبناني. وإذا به يكتشف أن هذه الصورة ليست دقيقة. ذلك أن بعض الوجوه الجديدة والمخضرمة تتمتع بمواصفات عربية. وهنا، وقف الحظ إلى جانبي، إذ لم يمض سوى عامين على تخرجي، حتى سنحت لي فرصة العمل مع كبار المخرجين والممثلين».
بعضهم يرى أن العائق دون وصول الدراما اللبنانيّة إلى الوطن العربي هو اللهجة. هنا، يفتح شلق النار على أصحاب هذه النظرية، «لأن معظم المذيعين والمذيعات في الفضائيات العربيّة هم من اللبنانيين. يتحدثون باللهجة اللبنانيّة والمشاهدون يحبونهم ويفهمون لهجتهم. لذا، أرى أن عائق اللهجة قد سقط. كما أنني حين قصدت القاهرة لتصوير «لحظات حرجة»، فوجئت بأن الناس يعرفونني من مسلسل «غريبة» الذي عرض فضائيّاً لمرّة واحدة». ويرى شلق أن «الدراما، على رغم كونها فناً، تبقى في النهاية محكومة بالمعادلات التجاريّة. فلماذا لا ندخلها في سياق المبادلات التجارية بيننا كعرب، على غرار ما يحصل بين أوستراليا وكندا وبين أميركا وفرنسا؟». كما ينتقد الحكومات اللبنانيّة المتعاقبة، لأنها لا تعرف أهمية قطاع الدراما، والمداخيل التي يمكن أن يدرّها على البلد. «سوريا تنتج 30 مسلسلاً تقريباً في السنة، 20 منها برؤوس أموال عربية. وإذا رأينا أن تكلفة كل مسلسل تصل إلى حدود مليون دولار، فنحن قادرون على إدخال ما يوازي 20 مليون دولار إلى البلد، بغض النظر عن فرص العمل التي توفّرها هذه الإنتاجات للممثلين والفنيين».


LBC، «الجديد»، والبقية

يمتنع بعض المنتجين اللبنانيين عن الصرف على أعمالهم كما يجب. وهنا، يجد عمار شلق أنهم «محقون»، لأن لا سوق لتصريفها. لكنه يراهم في المقابل مخطئين، «لأنهم قادرون على خلق هذه السوق بين المحطات اللبنانيّة. يرى أن «LBC دعمت الدراما اللبنانيّة بعدما أمنت لها إيرادات، تفوق إعلانات الأخبار أرضياً وفضائيّاً». ويهاجم قانون الإعلام «المعيب» الذي يجبر القنوات اللبنانيّة على عرض 37 ساعة دراما في السنة فقط، أي أقل من ساعة أسبوعيّاً. وبعد دخول Otv ساحة الإنتاج، آمنت «المستقبل» و«الجديد» بالدراما المحلية، ربّما لأن «المصري» لم يعد يوفّر لهما العائدات الإعلانيّة المطلوبة