لم يأتِ المؤتمر الصحافي الذي أقامته شركة «ميلودي» لنانسي عجرم بجديد: زحمة الصحافيين وتجمّهر المعجبين أفقدا المغنية اللبنانية قدرة السيطرة على الوضع... فانتهى اللقاء من حيث بدأ!
محمد عبد الرحمن
أرادت شركة «ميلودي» أن تحتفي بنجمتها الأولى نانسي عجرم، بطريقة تتميز عن باقي الاحتفالات التي أقيمت لنجوم الشركة هذا الصيف، فحشدت كمّاً كبيراً من الصحافيين والمعجبين والمتطفّلين. وكانت النتيجة أنّ نانسي فقدت السيطرة على الوضع، وفشلت في الاستماع إلى جميع الأسئلة، فيما فقد الصحافيون القدرة على تدوين إجاباتها المختصرة والدبلوماسية.
رقم قياسي من الحضور إذاً «ميَّز» المؤتمر الصحافي الذي أقامته شركة «ميلودي ميوزيك» لعجرم، في مناسبة إطلاق أحدث ألبوماتها «بتفكَّر في إيه». لكن عدد الحضور الذي فاق الـ 500 شخصاً، لم يؤتِ ثماراً حتى لو كان المراد منه، إظهار مدى الاهتمام الإعلامي بالفنانة اللبنانية، ذلك أن عدد الصحافيين الذين حضروا المؤتمر فعلياً، لم يزد على خمسين، ومَن وجّه بينهم الأسئلة، جاء من صحف معظمهما مغمورة، وقد تمحورت نقاشاتهم حول مواضيع مكررة، حتى إن بعضهم طلب منها إجابات عن أسئلة، ردَّت عليها نانسي أكثر من مرة في بداية المؤتمر. أمّا بالنسبة إلى بقية الحضور، فتوزّعوا بين متطفلين، أو معجبين مصريين وعرب مقيمين في الفندق الذي شهد المؤتمر، جاؤوا لالتقاط الصور التذكارية مع نجمتهم المفضلة.
وسط هذا الزحام، جلست نانسي تحاول السيطرة على الموقف. نهرت المصورين الذين توافدوا صوبها، وأمطروها بوابل من اللقطات. وبعدما خففت من توترها، بدأت الأسئلة التي جاءت في معظمها متوقعة، لكن المفارقة أن نانسي لم تكن تسمع السؤال من المرة الأولى، فعمد أحد مذيعي «ميلودي» إلى أداء دور المترجم، عبر إعادة طرح السؤال عليها.
كما حافظت عجرم على دبلوماسيتها الشديدة في الرد، وخصوصاً في ما يتعلق بخبر ارتباطها بطبيب أسنان لبناني. وأكدت نانسي بوضوح أنها ستعلن خبر الارتباط عندما يكون هناك مشروع جدي، لكن الإجابة لم ترضِ الصحافيين الذين كرروا السؤال بأكثر من طريقة، حتى قال مصور صحافي لمدير أعمالها جي جي لامارا: «بتفكر في إيه لما نانسي تتزوج». فردّت هذه الأخيرة بأنه لا يفكر حالياً إلا في الألبوم الجديد ونجاحه. فيما أكد لامارا أن فنانات كثيرات من الزمن الجميل تزوّجن وأنجبن وحافظن على النجومية، في إشارة إلى رهانه على استمرار نانسي بالقوة نفسها، حتى لو دخلت القفص الذهبي. وفي السياق نفسه، أشارت عجرم إلى أن لامارا لا يتدخل مطلقاً في حياتها الشخصية، علماً أنها تتمنى لو يفعل ذلك، «لأن مدير الأعمال في الغرب يشرف على كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة في حياة الفنان، لكن لامارا لا يحاول التدخل في أموري الخاصة، على عكس ما يعتقد الصحافيون».
ولكن ماذا عن الألبوم؟ رفضت نانسي الربط بين طرح «عالم الفن» لألبوم هيفاء وهبي، وسرعة طرح ألبومها. وأكدت أنه من غير المنطقي أن ينزل شريط إلى السوق بهدف المنافسة فقط مع شريط آخر. وأوضحت أنها طرحت جديدها، عندما لمست أنه أصبح مكتملاً، يجمع «الحب والدلع والدراما». علماً أنها ستصور عشرة كليبات على الأقل من الكاسيت الذي توزعه شركة «ميلودي». وهنا، أكدت عجرم أن كل ما قيل وكتب عن خلافات بينها وبين «ميلودي»، ليس صحيحاً بل مجرد شائعات.
ولأن الأسئلة المتعلقة بالتمثيل وخوض تجربة «الدويتو» كانت مكررة، جاءت الإجابات بالتالي من «الأرشيف»: «موعد مشاركتي في السينما سيأتي في الوقت المناسب، ومشروع الدويتو يعتمد على إحساس المطربة والمطرب القادرين على تقديم أغنية مشتركة». وهنا، نفت تحضيرها لأي مشروع مشترك مع راغب علامة.
أما عن «العالمية» وجائزة «الميوزيك أوارد»، فهما ليستا من طموحات نانسي عجرم التي تريد تكريس حضورها كنجمة عربية محبوبة في المجتمعات التي عرفت فيها الشهرة. وانطلاقاً من هنا، تحرص على الغناء بالمصرية والخليجية بعد اللبنانية، لأنها حصدت إعجاب الجمهور في كل الدول العربية. لذا، لا بد من مخاطبة هؤلاء المستعمين أولاً، ثم تأتي العالمية لاحقاً.
وعن الأغنية التي كانت ستجمعها بالشاعر محمد حمزة، أوضحت أنها ستُطرح منفردة، من دون أن تشرح سبب عدم إدراجها ضمن أغنيات العمل الجديد الذي ضمّ 14 أغنية دفعة واحدة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن عجرم، تجاهلت أكثر من مرة الأسئلة المتعلقة بتفاصيل ألبوم «بتفكر في إيه». وقد حرصت على ذلك عندما سئلت عن سرّ التكتم الشديد حول أغنية «بتفكر في إيه» التي وزعها طارق مدكور، إذ أعلنت قبل صدور العمل مشاركة مدكور بأغنيتين فقط، من دون ذكر الأغنية الثالثة، أي «بتفكر في إيه»... فهل كان السبب رغبة منها في إخفاء اسم الألبوم أم إن الأغنية دخلت حسابات نانسي في اللحظات الأخيرة؟ الإجابة برسم الفنانة اللبنانية التي رفضت الكشف عن ذلك خلال المؤتمر.