علي زراقطالسينما اللبنانيّة هي ضيفة الشرف هذا العام في «مهرجان دوارنينيه» (منطقة Bretagne، غرب فرنسا). وقد افتتحت الدورة الواحدة والثلاثون، أوّل من أمس، وسط احتفال شعبي واسع، بحضور جوسلين صعب ورانيا أسطفان وفرانك مرمييه («المعهد الفرنسي للشرق الأدنى» ــــ IFPO) والزميل بيار أبي صعب، إضافة إلى المخرج الجزائري فاروق بلّوفة (مخرج فيلم «نهلا» عن الحرب اللبنانيّة). واتسعت اللائحة منذ أمس الأحد، لتشمل باقة منوّعة من أهل السينما والأدب في لبنان.
يتميّز المهرجان عن المواعيد الأخرى، بمشروعه الجاد الذي يدعو إلى إلقاء نظرة «مختلفة» على العالم، بعيدة عن الاختزالات. والناظر إلى برمجة الأفلام سيلحظ المجهود الكبير الذي بذله المنظمون في البحث والرصد والاختيار. إذ قلما نجد هذه التشكيلة المنوّعة من الأفلام معروضة جنباً إلى جنب. المهرجان الذي يستمرّ حتى 23 الجاري، يستضيف سبعين شريطاً روائياً ووثائقياً عن لبنان: من «إلى أين؟» (1957) و«الغريب الصغير» (1961) أفلام الرائد جورج نصر التي لم نشاهدها حتى الآن في عروض لائقة، مروراً بأفلام برهان علوية «رسالة من زمن المنفى» و«كفرقاسم» و«بيروت اللقاء»، وصولاً إلى التحيّة الخاصة إلى غسان سلهب بحضوره، عبر عرض ثلاثيته الروائيّة الطويلة، وفيلمه القصير Posthume.
وتُعرض أيضاً أعمال جوسلين صعب ومي المصري، وكريستيان غازي من أيام الحرب الأهلية... ومن إنتاجات ما بعد الحرب: سمير حبشي («الإعصار»)، زياد الدويري («بيروت الغربية»)، جوانا حجي توما وخليل جريج («يوم آخر»)، وماهر أبي سمرا («تلك الرائحة»، «دوّار شاتيلا»، «نساء حزب الله»). ولعلّ نقطة ضعف البرمجة هي غياب أفلام مارون بغدادي التي لم تُتح للمنظمين فرصة الاطلاع عليها رغم محاولاتهم الحثيثة. ويقدم البرنامج أعمال فيديو من إنتاج «أشكال ألوان» و«سيني صمود»... إضافة إلى قسم خاص بفلسطين.
أما النظرة الخارجيّة فتتمثّل بأعمال مثل «نهلا» (بلوفة)، أو «كلمات من زمن الحرب» (أنور إبراهيم)، و«لغز حزب الله» (جان فرنسوا رواييه/ ألان غريش). ويشارك عباس بيضون ونجوى بركات في حلقات أدبيّة، وأحمد بيضون وألان غريش وفرانك مرمييه في ندوات ونقاشات ذات بعد سياسي وثقافي وسوسيولوجي.