هل حقاً طُرد ريشار لابيفيير من {إذاعة فرنسا الدولية} بسبب إجرائه مقابلة مع الرئيس الأسد؟ الصحافي المعروف بمواقفه الداعمة للقضايا العربية يشكِّك في ذلك، مُعلناً عن عقده مؤتمراً صحافياً قريباً في بيروت، لكشف كلِّ الحقائق!
صباح أيوب
على خلفيّة إجرائه مقابلة مع الرئيس السوري بشار الأسد في باريس، بُثَّت في التاسع من الشهر الماضي على {تي في 5 موند} و{إذاعة فرنسا الدولية}، تلقّى الإعلامي الفرنسي ريشار لابيفيير رسالة طرد من عمله، من دون أي إنذار أو تحذير مسبق. لكن الصحافي المعروف بمواقفه الداعمة للقضايا العربية، لن يسمح بأن تمرّ قضيته مرور الكرام، بل سيقيم مؤتمراً صحافياً في بيروت أواخر الشهر المقبل، يكشف فيه حقيقة ما يجري، كما يبدي إصراراً على مواكبة زيارة الرئيس الفرنسي إلى دمشق في 11 أيلول (سبتمبر) المقبل، كمحلل سياسي لشؤون الشرق الأوسط.
فما الذي حدث مع لابيفيير؟ وهل سبب طرده سياسي لا مهني، كما قيل له؟ وماذا عن حساسية التوقيت، وخصوصاً قبيل زيارة ساركوزي إلى دمشق؟ ثم ما الذي يجري في المؤسسات الإعلامية الفرنسية التي باتت في قبضة {المحافظين الفرنسيين الجدد}، ووعودهم بـ{نفضة} إعلامية قريبة؟
{لم أفهم بعد لماذا طُردت من عملي. ما زلت أطرح الأسئلة، في انتظار أن يقنعني أحدهم بأني ارتكبت خطأً فادحاً يستحق هذا الطرد}. هكذا عبّر لابيفيير، أمس، في اتصال مع {الأخبار}، عن {عدم اقتناعه وسخطه} مما حدث معه. فهو لم يصدّق ما تضمّنه قرار طرده من حجج {واهية}، ذلك أن الرسالة التي تلقّاها من إدارة {إذاعة فرنسا الدولية}، يوم 12 آب (أغسطس) الجاري، تشير إلى عدم احترامه قواعد العمل، وذلك {لعدم قيامه بإبلاغ رؤسائه بإجراء المقابلة وعدم التنسيق بين المحطة التلفزيونية والإذاعة بشأن توقيت بثّها}. لكن لابيفيير ينفي هذا الكلام، موضحاً أنه، ومنذ حصوله على موافقة الرئاسة السورية على إجراء المقابلة في 3 تموز (يوليو) الماضي، أبلغ رؤساءه المباشرين بالمقابلة، كما طلب أن يرافقه أحد مهندسي الصوت ليضبط تقنيات البثّ الإذاعي. ولكن ماذا عن {حجّة} التنسيق بين الإذاعة والتلفزيون، وما تدّعيه {تي في 5 موند} في شأن {حصرية البثّ}؟ يجيب: {لدي وثائق مكتوبة تثبت موافقة {تي في 5 موند} على الاشتراك ببث المقابلة مع الإذاعة}. ويضيف شارحاً: {قرار طردي كان متخذاً مسبقاً، وهناك رسالة موقّعة في ملفي تثبت ذلك}. لكلّ هذه الأسباب إذاً، يعتقد الصحافي الفرنسي بأنّ الملف {لُفّق له} بغية إزاحته عن الساحة الإعلامية، وهو الذي حورب كثيراً بسبب مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، وإصراره على انتقاد إسرائيل في الإعلام الفرنسي.
في النهاية، يشير إلى أن {إذاعة فرنسا الدولية لم تعد تحتمل التعددية، وهذه إشارة سيّئة في بلد يرفع شعار حرية التعبير والدفاع عن حقوق الإنسان}. لذا، فهو سيتابع الدفاع عن نفسه قضائياً عبر تعجيل المحاكمة، ونقابياً ليبرز الخرق الحاصل في قانون العمل، وإعلامياً، على الصعيد الفرنسي والعربي، عبر المؤتمر الصحافي الذي سيعقده في بيروت.
يذكر أنّ بعض المواقع والصحف الفرنسية أشار إلى تعمّد إحدى وكالات الأنباء وبعض الصحف عدم تناول قضية لابيفيير. كما نُشرت عريضة تضامنية على الإنترنت تحمل تواقيع صحافيين أوروبيين وعرب.
http://www.ipetitions.com/petition/Labeviere2008/index.html