خليل صويلحوكان الروائي اعتاد الجلوس ظهيرة كل خميس في«مقهى الشام» لملاقاة أصحابه، قبل أن يعتزل الحياة العامة منذ أشهر لاعتلال صحته. وقال مينة لـ«الأخبار» إنّه لم يعد يستطيع الكتابة لشحّ بصره وضجره من الحياة «حتى أنّني لم أكمل روايتي الأخيرة لضجري من الكتابة، هذه المهنة الشاقة». وحين سألناه هل ينوي كتابة مذكراته، يجيب بأنّ مذكّراته مبثوثة في رواياته، وخصوصاً «المصابيح الزرق» و«المستنقع» و«بقايا صور»، حيث نتعرف إلى الطفل الذي جاء مع أسرته من لواء اسكندرونه إلى اللاذقية، ليعمل في مهنٍ صعبة مثل صبي حلاق، ومصلّح دراجات، وبحّار حيث سيتعرف إلى حياة الصيادين والبحارة في الميناء ليكتب رواية البحر في مغامرة سردية فريدة.
في غرفة المكتب المزدحمة بالكتب، ستلفت انتباهنا صور كبيرة لعظماء الأدب الروسي: غوركي، ودستويفسكي، وتشيخوف، وصورة أخرى لهمنغواي، وثالثة لستالين: هل تحب ستالين؟ نسأله باستغراب، فيهز رأسه بالإيجاب، قبل أن يضيف «إنّها هديّة من صديقة». وكان صاحب «الشمس في يوم غائم» قال في حوارٍ قديم معه «لو خيّروني بكتابة كلام فوق شاهدة قبري، لاخترتُ هذه العبارة: «المرأة، البحر، وضمأ لم يرتوِ».