نوال العلييكتب الزميل زياد عبد الله عن صورة فتاة عابثة منفرجة الساقين على درابزين. يقول «إلهي لا تدعني ألتقي بهذه المرأة في أي وقت». فهل يتوقع مؤسس موقع «أوكسجين» أن تعبر مثل هذه الكتابات على رقابات الإمارات والسعودية! بعدما مُنع موقع «أوكسجين» في الإمارات ثم سُمح به مجدداً، ها هي المجلة الإلكترونية نصف الشهرية تُمنع في السعودية أيضاً، وربما يحدث الأمر نفسه غداً في مكان آخر من عالمنا، ما الحاجة إلى أوكسجين، نحن في زمن التنفّس الاصطناعي! بعد ثلاث سنوات على صدور أول عدد من «أوكسجين»، يقف الموقع الذي استضاف العديد من الكتّاب والمترجمين الشباب على أعتاب مرحلة جديدة: فقد كشف زياد عبد الله أن نسخة ورقية في الطريق للصدور.
ما يميز الموقع فعلاً هو الروح التحررية التي تغمر النصوص... تلك التي يكتبها الشباب على غفلة من الأسماء المكرّسة. وقد أدت إلى إغلاق الموقع في السعودية والإمارات. فقد يأتي عدد من النصوص على ذكر مناطق حميمة من الجسد، لكن تلك النزعة لا تقترب ــــ بأي شكل ــــ من السعي المحموم (والمجاني) إلى الإباحية. إنها كتابة طبيعية تصغي إلى الجسد أحياناً.
تتناوب أقلام شابة على الكتابة في الموقع: أرسل نصاً عبر الإيميل على عنوان «أوكسيجين» يأتيك الرد الإلكتروني بأنه سيُنظر في الموضوع. وتنال النصوص الجيدة حظها في النشر. وقد ظهرت نصوص لكتّاب وشعراء وروائيين عرب وعالميين، أبرزها كتابات المصري نائل الطوخي بعنوان «حفل التوقيع أو الرغبة الفتشية في لحس الكاتب»، وترجمات السوري أسامة منزلجي لنصوص فلسفية وأدبية. وهنا مثلاً، تعرّف الكثير من رواد الموقع على الفيلسوف البريطاني تيري إيغلتون والروائي الأميركي بول أوستر، والشاعر الجدلي تشارلز بوكوسفكي. إضافة إلى مراجعات اجتماعية وسينمائية يكتبها عبد الله، وفقرة «قطع/ وصل» التي تختار أخباراً ومقالات من الإعلام العربي.
تصميم الموقع بسيط وجذاب لا يستهلك وقتاً طويلاً في التجول بين النصوص والأعداد السابقة. لكن ما يؤخذ فعلاً عليه هو تفاوت جودة النصوص، فرغم أن الموقع يستقبل بين 5 إلى 10 نصوص يومياً، إلا أن «أوكسجين» يتسامح مع بعض النصوص التجريبية التي تبقى دون المستوى.
www.o2publishing.com