صباح أيوببعد الولايات المتحدة الأميركيّة عام 2004، هل تُمنع «المنار» في أوستراليا قريباً؟ فبعد 4 أشهر فقط على بدء بثّ القناة اللبنانية التابعة لحزب الله على الأراضي الأوسترالية عبر قمر «إندوسات» المملوك بجزئه الأكبر من الحكومة الإندونيسية... ها هي «هيئة الاتصالات والإعلام الأوسترالية» تعلن أمس أنها تسعى إلى وقف بثّ المحطة، بسبب «مخاوفها القوية من عرض «المنار» لبرامج تحتوي على مضمون يتعلق بالإرهاب»، كما جاء على لسان المتحدث باسم الهيئة دونالد روبرتسون في حديث مع «رويترز» أمس. ليس هذا فحسب، بل ذهب روبرتسون أبعد من ذلك، مشيراً إلى أنّ المحطة «تسعى إلى توفير الدعم المادي للمنظمات الإرهابية. وذلك عبر دعوتها إلى جمع التبرعات لهذه المنظمات، ونشر عناوينها عبر موقع «المنار» الإلكتروني»، مؤكداً أنّ الهيئة «قد تتخذ إجراءً قانونياً ضدَّ «إندوسات» أيضاً». وكانت «المنار» قد استأنفت لتوّها بثّها في الشرق الأقصى ومنطقة المحيط الهادئ عبر استخدام خدمة القمر الصناعي للاتصالات «إندوسات».
أما الحكومة الإندونيسية، فلم تستجب للضغوط الأوسترالية، كما زار السفير الإندونيسي في لبنان باغاس هاسبارو مقرّ القناة في بيروت، وأبلغ المسؤولين فيها عدم وجود نيّة للحكومة الإندونيسية بوقف بث «المنار»، شارحاً أن دولته تتعامل مع القناة «بمهنية ضمن الشروط التجارية للعمل». وأكد أنّ «المنار»، «مثلها مثل BBC وCNN اللتين تبثّان على قمرها أيضاً». فيما قال ساسا جورسا سنجاجا، رئيس هيئة الإذاعة الإندونيسية، إن المحطة «لا تمثّل أي تهديد للمصلحة أو الأمن الوطنيين»، مضيفاً: «نحن نراقب محتواها، ومن الجيد أن يكون هناك توزان بين الأنباء التي تبثّ من القنوات المختلفة».
من جهته، أكد عبد الله قصير، المدير العام لقناة «المنار»، في اتصال مع «الأخبار» أنّ «القضية ليست جديدة، فأوستراليا تدور في فلك الولايات المتحدة الأميركية التي ترفع شعار «مَن ليس معنا فهو ضدنا»، والتي تعادي أي إعلام مختلف عنها». وأشار قصير إلى أنّ «خلفية القرار سياسية، ولا تمتّ إلى المنطق بصلة»، مذكّراً بأنّ «اللوبي الصهيوني لا يزال يلاحق «المنار» منذ سنوات، وله اليد الطولى في قرارات منع البث في دول مختلفة». وفيما لا تنوي «المنار» القيام بأية خطوة أو ردّ، حيّا قصير موقف الحكومة الإندونيسية التي «تؤمن بحرية الإعلام»، مشيراً الى أنّ نسبة مشاهدة «المنار» في أوستراليا ونيوزيلاندا وإندونيسا عالية جداً.
وكانت الهيئة الرقابية الأوسترالية قد شكَت في كانون الثاني (يناير) الماضي لخدمة القمر الصناعي التايلاندي «تايكوم»، من بث قناة «المنار»، فأوقفت الشركة الأم للقمر الصناعي «شين ساتلايت بابليك» خدمة البث. وفي وقت سابق من العام، أثارت «لجنة مناهضة تشويه سمعة اليهود» في أوستراليا قضية «المنار»، مشيرة إلى أنها «مستاءة من الدعاية الشائنة المناهضة للساميّة التي تبثّها القناة التابعة لحزب الله»!