يبدو أنّ الجدل الذي رافق «مؤتمر الشعر» العام الماضي في القاهرة، لم ينته بعد! الدورة المقبلة تواصل استبعاد شعراء قصيدة النثر، وحجازي عائد بقوّة... في الـ«الربيع» المقبل
محمد شعير
«الشعر الآن» هو العنوان الذي اختارته لجنة الإعداد العلمي للدورة الثانية لمؤتمر الشعر العربي الذي سيقام في القاهرة من 15 إلى 18 آذار (مارس) ٢٠٠٩ في مناسبة «ربيع الشعر». وقد اتفقت لجنة الإعداد على توجيه دعوات لعشرين شاعراً عريباً بينهم: أدونيس، محمود درويش، سعدي يوسف، سميح القاسم، قاسم حداد، المنصف الوهايبي، عز الدين ميهوبي، المهدي أخريف، محمد العلي، محمد علي شمس الدين، جودت فخر الدين، شوقي بزيع، نزيه أبو عفش، أحمد دحبور، حيدر محمود، ابتسام المتوكل، محمد عبد السلام منصور، حبيب زيود، عبد القادر الحصني. ولم تتحدّد بعد أسماء المشاركين المصريين. إذ سيناقش الأمر في اجتماع اللجنة خلال أسبوعين. وقد حُددت لجنة الإعداد التي يرأسها الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة علي أبو شادي، وتضم مقرر لجنة الشعر أحمد عبد المعطي حجازي، سيد حجاب، محمد إبراهيم أبو سنة، فاروق شوشة، محمد عفيفي مطر، عبد المنعم تليمة، محمد عبد المطلب، عماد أبو غازي، منى طلبة، محمود الربيعي، محمد سليمان، وفاطمة قنديل. ومحاور المؤتمر هي: الشعر والتلقي، مدخل إلى قراءة الشعر الآن، قرن من التجريب.
من المفترض إذاً أن المؤتمر سيتناول القصيدة العربية الراهنة... لكنّ تأليف لجنة الإعداد يغلب عليه الطابع التقليدي! مقرر لجنة الشعر أحمد عبد المعطي حجازي غير موافق: «اللجنة تضم فاطمة قنديل، وهي تكتب قصيدة النثر، وليس معقولاً أن يكون الاتجاه الغالب في لجنة الإعداد لمن يكتب شكلاً تجريبياً لا يزال يبحث عن نفسه، وعن نقاده، وجمهوره. قصيدة النثر حيزها محدود، وحكاية رواجها ليست دليلاً على شيء، وسنناقشها فقط ضمن إطارها في ندوة «قرن من التجريب».
بمعنى آخر، الجدل الذي أثير في الدورة الماضية بشأن استبعاد شعراء قصيدة النثر، سيتكرر على الأرجح في الربيع المقبل. يجيب حجازي: «لم نستبعد أحداً. وجهنا الدعوة إلى عدد من الشعراء العرب الذين يكتبون قصيدة النثر مثل قاسم حداد، لكن لا بد من أن يكون لكل شيء مكان وحدود، ومن أراد أن يحتفل بقصيدة النثر، فالباب مفتوح لهذا. ولتعقد قصيدة النثر مؤتمراً خاصاً بعيداً عن لجنة الشعر».
وسألنا حجازي إذا كان استبعاده هذه المرة عن رئاسة لجنة الإعداد العلمية للمؤتمر، يفتح باباً واسعا للتكهن بجائزة الملتقى: «صحيح كنت رئيساً لإعداد المؤتمر العام الماضي... لكن اتُّفق على أنّ أيّ مؤتمر دولي يجب أن يرأسه الأمين العام للمجلس». وعن الجائزة يقول: «جائزة الدورة الأولى تحوّلت مؤامرةً قام بها الأمين العام السابق للمجلس جابر عصفور. كان مقرراً أن أتولّى أنا رئاسة لجنة التحكيم باعتباري مقرراً للجنة الشعر، لكنّه طلب مني الاعتذار بسبب احتمال ترشيحي للجائزة. اعتذرت، ثم عاد مرة أخرى ليؤكد أنّ الجائزة ستذهب هذه المرة إلى شاعر عربي لا مصري. لم أجادل كثيراً، فأنا أستحق الجائزة حتى قبل الذي حصل عليها (يقصد محمود درويش)، لكن الجائزة لم تدخل في اعتباري. لأنني أريد فقط أن أخدم الشعر».
لكن ماذا لو عرض عليك أن ترأس لجنة التحكيم هذه المرة، هل ستقبل؟ وهل هذا يعني استبعادك من الترشح للجائزة؟ يجيب حجازي: «سأوافق لأنّني أريد أن أضع قواعد يُلتزم بها، ولن يتكرر هذه الدورة ما حدث المرة الماضية من تحايلات. فقد طلب مني الأمين السابق للمجلس أن أرشح قائمة تضم عشرين اسماً للجنة التحكيم، على أن يختار نصفهم. وقد فوجئت بأنّ هناك أسماء لم أرشّحها ولا تعرف أن تقرأ سطراً شعرياً واحداً». ويختتم صاحب «مدينة بلا قلب»: «أتصرف دائماً بنوع من التجرد والبعد عن المسائل الشخصية، وأنا راض عن النتائج. لا يعني ذلك أنّ محمود درويش لا يستحق الجائزة، لكنني ضد التلاعب، والتصرف بفردية كاملة في تأليف لجان التحكيم من دون الرجوع إليّ باعتباري مسؤولاً عن لجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة».