القدس المحتلة ـ نجوان درويش فيلم «كابتن أبو رائد» (إنتاج 2007، سيناريو وإخراج أمين مطالقة) الذي احتُفي به أردنياً كـ«أول فيلم روائي أردني»، كان أيضاً أول فيلم روائي أردني يشارك في مهرجان إسرائيلي في القدس، حيث عُرض أمس في «سينماتيك يورشلايم»! بعدما عرض المهرجان فيلم اللبناني فيليب عرقتنجي «تحت القصف» في اليوم الأوّل لافتتاح المهرجان الخميس الماضي!
بالطبع لا تخفى خطورة مشاركات من هذا النوع على عروبة القدس وجهود المقاطعة الثقافية والشعبية لدولة الاحتلال، فـ«مهرجان القدس السينمائي الدولي» في المحصلة أداة من أدوات تهويد المدينة العربية المحتلة وأسرلتها، ومشاركة مخرجين عرب فيه أمنية صهيونية يقدّمها لهم بعضهم بلا مقابل.
ولا يجد المرء سوى تفسيرين لقبول مخرجين عرب المشاركة في مهرجانات إسرائيلية مماثلة. من جهة، قد تكون السذاجة السياسية والاستدراج الإسرائيلي وراء ذلك، بينما يدفع الإفلاس الفكري بعضهم الآخر إلى المشاركة.
هل سيجادل هؤلاء بحجج بعض القلة من المخرجين الفلسطينيين (الذين يعرض بعضهم أفلاماً وثائقية في خانة «أفلام عن القدس» في المهرجان ذاته!) بأنّهم يودون «عرض قضيتنا» للجمهور الإسرائيلي في عقر «داره»، بينما التوظيف السياسي الإسرائيلي لمشاركات هؤلاء أكثر ضرراً من أي فوائد سياسية... فالماكينة الإعلامية الإسرائيلية (والمهرجانات جزء منها) تبتلع هذه النوايا الحسنة وتحيلها إلى موافقة على الرواية الصهيونية التي ما انفكت تقدّم القدس للعالم كمدينة إسرائيلية.