LBC، «المنار»، «الجديد»، «الجزيرة»...

كان الانتظار سيّد الموقف على المحطات التلفزيونية أمس. حالة الترقّب وطيف سمير القنطار خيّما على «الهواء». لكن مهلاً، أين «العربية»؟ إنها في مدريد... تواكب مؤتمر الأديان!

ليال حداد وديما شريف
كما على الأرض كذلك على الشاشات، خيّم الانتظار أمس على «الهواء» المباشِر طيلة النهار. فالحدث استثنائي والمحطات جنّدت مراسليها في الناقورة والمطار والضاحية الجنوبية... لتواكب مجريات عملية تبادل الأسرى والجثث. حالة ترقّب للحظة تحرير الأسرى انعكست فراغاً في البثّ، حاول بعض التلفزيونات ملأه بالضيوف والأغاني والمسلسلات. أما الانقسام السياسي بين المحطات المحلّية والفضائيّة، فقد خفّت حدّته أمس، ليظهر «بحياء» في بعض الأحيان. كانت «المنار» طبعاً الأولى في الميدان. بدأت بنقلها المباشر منذ الصباح الباكر من الحدود اللبنانية ــــ الفلسطينية عند معبر الناقورة. كما استقبلت ضيوفاً مناصرين للمقاومة كأنيس النقاش وشقيق الشهيدة دلال المغربي، مع نقل مستمرّ للتقارير التي تبثّها القنوات الإسرائيليّة.
من جهتها، حاولت LBC أن تؤدي الدور «الحيادي» في عملية التبادل. لذا، تحوّل الشهداء العائدون إلى «مقاتلين وجثث نفّّذوا عمليات في الداخل الإسرائيلي» كما قال بسام أبو زيد، موفد القناة إلى الناقورة. وهو حرص على عدم لفظ كلمتي شهداء أو استشهاد طيلة النهار، فقال عن التحية التي قدمتها المقاومة إلى الجثامين إنّها «تحيي الذين سقطوا في قتالهم مع إسرائيل». ولم تقف «حيادية» القناة عند هذا الحدّ، فآثر برنامج «نهاركم سعيد» استقبال أمين سر حركة التجدد الديموقراطي أنطوان حداد للحديث عن الحكومة والبيان الوزاري العتيد بدل الحديث عن «اليوم الذي وصف بالتاريخي»، كما شدّدت دوللي غانم في مقدمة البرنامج. وكانت المحطة قد تابعت برامجها كالمعتاد، فلم تحرم المهتمّين مشاهدة مسلسل مصري وبرنامج عن الطبخ عند الظهيرة.
كذلك فعلت «العربية». كانت تنقل من فترة إلى أخرى ما يحدث في الناقورة، لكنها غابت عن الحدث عموماً مفضِّلةً عرض برامجها الاعتيادية. ولم تنسَ ريما مكتبي أن تسأل أحد ضيوفها عما إذا كان ملف سلاح حزب الله سيطوى بعد انتهاء التسليم، متناسية استمرار احتلال مزارع شبعا والخروق الإسرائيلية المتكررة.
«الجزيرة» تابعت الحدث منذ الصباح مثلها مثل «بي بي سي». وعرضت المحطة القطرية حواراً مع ميشال عون، وآخر مع النائب وليد جنبلاط.
أما «الجديد» فأوقفت كل برامجها المعتادة لتتابع عملية التبادل، أو يوم «العرس الوطني»، فأعدّت تقارير عن الأسرى وعن أبرز أو أشهر الشهداء العائدين. كما أفردت مساحة من هوائها للحزب الشيوعي اللبناني الذي يسترجع ثمانية من شهدائه، والذي لم يُدعَ إلى الاحتفال الرسمي في البداية، فتحدّثت مع الأمين العام للحزب خالد حدادة، ونائبه سعد الله مزرعاني، كما صوّرت تجمّع الشيوعيين على طريق المطار. وكان اللافت وجود كوفية على كرسي المذيعة طيلة النهار.
OTV لم تبدأ النقل المباشر باكراً، لكنها عرضت تقارير من وحي المناسبة. أما تلفزيون «دبي» فقد رأى أنّ «حكومة لبنان الجديدة تستقبل أسرى أحياءً وأمواتاً على سجاد أحمر»، مع حرص لافت على تغييب أي دور للمقاومة. وفي منتصف النهار، أخذت بعض المحطات فترة راحة، فعرضت OTV أغنية «انتصر لبنان» لجوليا بطرس، فيما LBC كليب لأمل حجازي! وبينما انهمكت «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، و«أو تي في»، و«العربية» بنقل بيان الحكومة بعد اجتماعها الأول، قسّمت «الجديد» شاشتها كي لا تغيب عن الحدثين.
كل ذلك حدث قبل أن تطأ أقدام الأسرى أرض لبنان. حينها، بدأت LBC طرح الأسئلة عن جدوى سلاح المقاومة بعد تحرير الأسرى، مذكّرةً بـ«أثمان عدوان تمّوز»، متسائلةً إن كان «حزب الله» لا يزال على وعده بالانتقام لاغتيال الشهيد عماد مغنية. وفيما غابت «العربية» عن هذا الحدث المنتظر، كانت الفضائية السورية تنقل الحدث مباشرة.
وأخيراً، عندما وصل الأسرى إلى المطار، كانت جميع الشاشات تنقل «الحدث»، ما عدا «العربية» التي انشغلت بمؤتمر الأديان المنعقد في مدريد.