في دمشق، هي والدة أسمهان. وفي بيروت، تبحث عن الحب الأبدي وتحارب اليأس والفشل. أما في أوستراليا، فتقدّم مسرحيّة دينية... الممثلة اللبنانية تعيشُ نشاطاً ملحوظاً، وتنتقل قريباً حياة والدتها إلى الشاشة
باسم الحكيم
لن تغيب صورة ورد الخال في الأسابيع المقبلة عن الشاشة الصغيرة. عند انتهاء عرض «الينابيع» على LBC، تظهر خلال الموسم الرمضاني في مسلسل «أسمهان» الذي يستمرّ تصويره حالياً. وخلال تنفيذ مشاهد العمل في سوريا، لم تتمكن ورد من الاستقرار هناك. كان عليها التنقل بشكل دائم بين دمشق وبيروت، حيث ترتبط بتصوير مسلسل «الطائر المكسور» من كتابة والدتها مهى بيرقدار وإخراج ميلاد أبي رعد، وإنتاج مشترك لشركتها «الخيال» مع «نيولوك بروداكشن». في المقابل، بدأ العد العكسي لتنفيذ الكوميديا المحليّة «غرام TV» من كتابة رينيه فرنكودس، وإنتاج «نيولوك بروداكشن». ويرجّح أن تبدأ تصويره قبل نهاية العام الحالي، في وقت تنشغل «الخيال» بمسلسل كتبته والدة ورد لشقيقها يوسف، تتكتم العائلة على تفاصيله في انتظار الوقت المناسب. وفي جدول أعمال الشركة أيضاً، مسلسل «دفاتر الأيّام» (20 حلقة)، وفيلم سينمائي لصيف 2009، تكتبهما أيضاً مهى بيرقدار. ومنتصف الشهر المقبل، تسافر ورد مع أسرة مسرحيّة «عرس السما» للأب فادي تابت لعرض العمل في أوستراليا.
تبدو الخال راضية جداً عن هذه المرحلة في حياتها المهنيّة، على رغم نقاط الضعف التي شابت مسلسلها «امرأة من ضياع». وتقول: «لم يبدع الكاتب شكري أنيس فاخوري في هذا العمل كما فعل في أعماله السابقة»، مشيرةً إلى أن «الشخصيّة التي قدمتها لا تحتاج إلى ممثلة، وبإمكان أي مبتدئة أن تؤديها، باعترافه شخصيّاً. ومع ذلك، أتفّهم الضغط الذي كان يعيشه، عندما فُرض عليه تسليم حلقات بالجملة في مدة قياسيّة». كما تنتقد تغييب البطلة عن إحدى الحلقات كمبدأ، «لأن البطل لا يغيب، والدليل أنه حين قلّ حضور نور في إحدى الحلقات، تراجعت نسبة المشاهدة، بحسب الإحصاءات».
ترى الأمر مختلفاً في «الينابيع» (الاثنين 20:45 على LBC)، إذ تؤدي هنا شخصيّة المرأة الشريرة التي تسعى إلى إنشاء إمبراطورية لها. وتوضح: «الشر مبرر وليس مجانيّاً، فتجارب هذه البطلة مع الرجال هي التي أوصلتها إلى الحقد والمكر، علماً بأن حياتها تبدّلت حين اعتُدي عليها». تفاخر بأنها تظهر في «الينابيع» وفي «أسمهان» في شخصية أكبر من عمرها الحقيقي. وتقول: «أنا ممثلة أولاً وأخيراً، أفعل كل ما يخدم دوري». وتنتقد الممثلات اللواتي يحرصن على جمال الشكل على حساب المضمون. في هذه المسألة، تسير ورد على خطى تشارليز ثيرون: «أجمل نساء الأرض، تحوّلت إلى أبشع امرأة في العالم في فيلم The Hours. ومن يردن إبراز جمالهنّ فعليهن اختصار الطريق والعمل كعارضات أزياء أو المشاركة في انتخابات ملكات الجمال. أما أنا كممثلة، فأرحّب بتجسيد دور المرأة العجوز والصبية في ريعان الشباب».
هنا، تترك ورد الخال الحديث عن نجاحات الماضي القريب وإخفاقاته، لتتحدث عن متعتها في تجسيد شخصيّة الرسامة في «الطائر المكسور». تشرح: «لا نكتفي بالاهتمام بالقصة والحوار عبر اتباع أسلوب الدراما الإذاعيّة، بل نضع المشهديّة في أولى اهتماماتنا. والمسلسل يترك مساحة للصمت، وللممثل حتى يعبّر عن عمق شخصيّته». تنتقد «المشاكل المبتذلة» التي تعالجها الدراما المحليّة كالاغتصاب والمخدرات والمطاردات، لتراهن عن صور أخرى لمعاناة المجتمع، «الشر هنا هو الموت والفشل والفقر، ويتمثل في انكسار الشخص أمام مواجهة واقعه والتغلب عليه». وتضيف شارحةً: «ربى هي رسّامة وعاشقة حتى الرمق الأخير، فيها ملامح من شخصيّة والدتي وحياتها وعذاباتها». ومع وجود شرخ في علاقتها بزوجها، يبقى حبّها الأوّل هو عماد الذي يتجه نحو لعب الميسر بسبب مأساة فقدانه ابنه».
وفيما كانت عليا هي المحور في «الينابيع»، تكشف أن «الطائر المكسور» يعتمد البطولة الجماعيّة، ويضم يوسف الخال، وجورج شلهوب، ومازن معضم، وتقلا شمعون، ووجيه صقر، ومارسيل مارينا، وإيلي متري... وترى أن «عناصر نجاح العمل كلها متوافرة هنا، من نص وحوار وإنتاج وتقنيّات مستخدمة وممثلين شباب ومخضرمين».
وتعود إلى تجربتها في الدراما السوريّة في شخصيّة علياء المنذر، مشيرة إلى أن «والدة أسمهان وفريد الأطرش، لم تكن امرأة عادية، بل سيدة مكافحة. انتقلت إلى مصر مع ولديها، واضطرت إلى العمل في المنازل، لتتمكن من تربية أبنائها، بعدما طلّقها زوجها». يبدأ العمل قبل ولادة أسمهان، وتظهر سلاف فواخرجي في الحلقة الرابعة، علماً بأن الكتابة الأولى للنص أجّلت ظهور البطلة حتى الحلقة 17 كما تقول ورد، «ولأن العمل عن أسمهان، تعدّل النص وبات ظهورها في الحلقة الرابعة». وتعرب أخيراً عن سعادتها بالتعامل مع المخرج التونسي شوقي الماجري في ثاني لقاء بينهما بعد «شهرزاد الحكاية الأخيرة».


قريباً نجمة إعلامية

تعود ورد الخال قريباً إلى أجواء الكوميديا التي عُرفت بها في «بنات عمّاتي وبنتي وأنا» و«المحتالة»، عبر مسلسل «غرام TV» الذي كتبته رينيه فرنكودس. يرصد العمل في 30 حلقة كواليس التلفزيون وبرامجه والمنافسة والغيرة بين الإعلاميين وصراعهم على المراكز، إنما في إطار كوميدي ورومانسي. العمل الذي عرضته شركة «خيال» قبيل عدوان تمّوز على LBC، وأجّلت المحطة يومها البت به حتى إشعار آخر، أصبح في قبضة شركة «نيولوك بروداكشن». والشركة تجري المفاوضات النهائيّة مع كاتبته لوضعه على السكة، تمهيداً لتنفيذه قبل نهاية العام الحالي