حسين بن حمزةتفتتح اليوم السبت النسخة الحادية عشرة من مهرجان «أصوات المتوسط» في لوديف جنوب فرنسا وتستمر حتى 28 الشهر الحالي. المهرجان الذي تحتضنه هذه البلدة المدسوسة بين التلال والمخترقة بنهر صغير، حقق شهرة واسعة في سنوات قليلة، وبات واحداً من المواعيد المميزة في روزنامة مهرجانات الشعر في العالم. صاحبة فكرة المهرجان ومديرته منذ تأسيسه هي ماييته فاليس بليد التي كانت تدير متحف البلدة. استطاعت هذه السيدة أن تحوّل اسم بلدتها الصغيرة إلى محطة شعرية عالمية. والمهرجان الذي كان يُدار بجهود البلدية حصل على رعاية الأونيسكو بدءاً من العام الماضي.
يستقبل المهرجان شعراء من ضفتي المتوسط، يقرأون أشعارهم بلغاتهم الأصلية مرفقة بترجمات فرنسية معدة مسبقاً. فكرة المتوسط تضيف معنى ثقافياً أعمق إلى المهرجان. الشعراء يأتون من جغرافية واحدة وتاريخ متجاور. وهذا ما يخلق طبقات حوار تتجاوز الشعر إلى مسائل أخرى. ومن غريب المصادفات أن يبدأ المهرجان عقب انتهاء أعمال «الاتحاد من أجل المتوسط» الذي نظمته فرنسا قبل أسبوع.
يستقبل المهرجان 74 شاعراً وشاعرة، إضافة إلى موسيقيين ورسامين ونحاتين. الفعاليات تبدأ في العاشرة صباحاً وتختتم مساءً بحفلات موسيقية وعروض فنية. ما يميّز المهرجان هو أنّ القراءات الشعرية تنعقد في أحضان الطبيعة وفي الهواء الطلق، مانحة الشعر ومستمعيه جواً حميماً.
الحضور الشعري العربي كان أساسياً في كل دورات لوديف. وتأتي الحصة العربية في المرتبة الثانية بعد الفرنسيين.
تشهد الدورة الحالية مشاركة 25 شاعراً عربياً هم: صلاح ستيتية وأنطوان بولاد ويحيى جابر (لبنان). كريم عبد السلام ونجاة علي (مصر). هاشم شفيق وباسم المرعبي (العراق). مبارك وسّاط وسهام بو هلال (المغرب). راسم المدهون ونصر جميل شعث (فلسطين). نصيرة محمدي ومصطفى بن فضل (الجزائر). صالح الرضا وسالم العقالي (ليبيا). عبد الله ثابت ومحمد الحرز (السعودية). أيمن حسن (تونس). حكمت النوايسة (الأردن). نبيلة زباري (البحرين). خالد البدور (الإمارات). محمد الحارثي (عمان). صالح دياب، حازم العظمة، وكاتب هذه السطور (سوريا).
ويُلاحظ أنّ معظم الأسماء العربية تنتمي إلى الأجيال الشابة. وما عدا ستيتية، ليس هناك نجوم ولا مكرّسون في القائمة العربية. لكن النجومية ليست المعيار الوحيد في تقدير أهمية الشعر. بهذا المعنى، يوفّر مهرجان «لوديف» فرصتين للشعراء العرب: اللقاء مع شعراء من لغات المتوسط الأخرى، واللقاء فيما بينهم، وهي فرصة تفاعل ثمينة بالنسبة إلى التجارب الشابة التي تعيش ــــ في معظمها ــــ هواجس متقاربة ومتجددة في النظر إلى الشعر.
www.voixdelamediterranee.com