صباح أيوب «عندما تسيء السلطات المخوّلة حمايتنا استخدام قوّتها، يجب تنبيه القرّاء والمشاهدين إلى خطورة الزمن الذي بتنا نعيش فيه، زمن الرعب ــــ زمن المحارب ــــ حيث يمسي همّ بعض الناس ووجودهم وعملهم مقتصراً على قتل الأعداء»... لهذا السبب جاء كتاب «زمن المحارب»، كما يشرح الصحافي والكاتب روبرت فيسك (62 عاماً) في مقدمة كتابه الجديد The Age Of The Warrior (عن دار «فورث استيايت» Fourth Estate).
وأمس في بيروت تحلّق القرّاء والمتتبعون حول هذا الصحافي البريطاني الناشط منذ سنوات طويلة في الشرق الأوسط، معلناً القطيعة مع النظرة الأحاديّة والنمطيّة الطاغية على الإعلام الغربي. الكتاب الذي وقّعه فيسك في أحد أركان «فيرجين ميغاستور» في وسط بيروت، هو خلاصة ما كتبه في صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية وغيرها منذ شباط (فبراير) 1998 حتى آذار (مارس) 2007. حروب ومجازر، بيروت والعراق وسوريا، أفغانستان وأميركا... العناصر الأساسية كلها موجودة. أما الجديد فهو تطرّق فيسك إلى دور السينما والصورة الإعلامية والبروباغندا في شكلها القديم ــــ الحديث التي ما زالت تستخدم كجزء لا يتجزأ من الحروب الكبرى.
روبرت فيسك الذي يرى أنّ المهمة الأصعب التي تواجه الصحافي في الأزمات هي «ضبط غضبه»، يلاحظ أنّ الإعلام العالمي بات اليوم بعيداً كل البعد عن الموضوعية، ويذكّر بالقواعد التي باتت تقوم عليها وسائل الإعلام الغربية، وهي الاستخدام المكثّف لكلمة «إرهاب» و«إرهابيين» عند الحديث عن الذين يقفون في مواجهة المعتدي، إسرائيلياً كان أو أميركياً أو بريطانياً. والنتيجة طبعاً هي تحويل الضحية إلى جلاد. يتضمّن الكتاب 14 فصلاً من التجارب والمغامرات ومتابعة ظروف الحروب ومجرياتها، ويتميّز كالعادة ــــ بالنسبة إلى من يقرأ فيسك ــــ بحسّ نقدي وتحليلي ناتج من خبرة ميدانية طويلة، اكتسبها من العمل الصحافي في تغطيته لمختلف حروب المنطقة.
والرجل «المشغول» بجولات مكوكيّة لتوقيع كتابه في الدول العربية والأوروبية، خصّص في بيروت الوقت الكامل لقرّائه الذين أتوا من مختلف الدول مع كتبه القديمة والجديدة ليوقّعها ويأخذوا صورة تذكارية معه... واعداً بالعودة إلى بيروت «مهما طال الغياب». يذكر أن للكاتب مؤلفات عن لبنان والمنطقة منها «ويلات وطن» (1990)، «حرب الحضارات الكبرى ــــ غزو الشرق الأوسط» (2005).